أحرزت قمة اسطنبول مروحة وازنة من المقررات الإسلامية تبنت بموجبها «حزم» العرب بقيادة المملكة العربية السعودية في مواجهة التدخلات الإيرانية في شؤونهم الداخلية. أما لبنانياً فبدا التمايز واضحاً بين الإعراب عن تأييد الوفاق الوطني وتثمين التضحيات العسكرية والأمنية الرسمية في محاربة الإرهاب، وبين إدانة أعمال «حزب الله» الإرهابية في المنطقة العربية. ليضمّ الحزب بذلك إلى سجل إداناته المتلاحقة عربياً ودولياً إدانة حازمة جديدة بحقه صادرة عن العالم الإسلامي مع ما تختزنه هذه الإدانة من معانٍ وأبعاد ومفارقات تضع الحزب أمام مرآة انحداره السريع بدفع إيراني مباشر من صورة الحزب الإسلامي المقاوم إلى أحد المدرجين على اللائحة الإسلامية لمرتكبي الأفعال الإرهابية في العالمين العربي والإسلامي.
وإذا كان «حزب الله» اختار طواعيةً بأفعاله وارتكاباته أن يضع نفسه في المركب الإيراني المنبوذ عربياً والمعزول إسلامياً كما بدا في قمة اسطنبول، فإنّ لبنان الرسمي تلقى في المقابل مزيداً من تأكيد الحرص على أمنه واستقراره ووحدته، سواءً من خلال منطوق البيان الختامي الصادر عن القمة الذي رحب بالحوار القائم بين الأطراف السياسية لتجاوز الخلافات وتخفيف الاحتقان وثمّن تضحيات الجيش والقوى الأمنية في محاربة التنظيمات الإرهابية والتكفيرية، مع تقدير دور لبنان في استضافة اللاجئين السوريين، أو عبر مضمون ونتائج اللقاءات التي عقدها رئيس الحكومة تمام سلام في اسطنبول.
وإذ أعرب رئيس الحكومة لـ«المستقبل» عن «ارتياح كبير» بعد لقائه أمس كلاً من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أوضحت أوساطه لـ«المستقبل» أنّ سلام اغتنم فرصة لقائه أمير قطر لتجديد شكر لبنان وامتنانه للدور الذي لعبته بلاده في قضية تحرير العسكريين الذين كانوا مختطفين لدى «جبهة النصرة»، نافيةً في المقابل أن يكون أثار معه قضية العسكريين المختطفين لدى تنظيم «داعش» نظراً لتأكيد الدوحة مراراً وتكراراً عدم وجود أي قنوات تواصل بينها وبين هذا التنظيم.
وعن المحادثات السياسية بين الجانبين، لفتت أوساط سلام الى أنه شرح للشيخ تميم طبيعة الأوضاع الراهنة في لبنان ومواقفه الرسمية القائمة على التوازنات اللبنانية المعروفة، آملاً أن تعود مياه العلاقات العربية اللبنانية إلى مجراها الطبيعي التاريخي سياسياً وأخوياً مثلما كانت على الدوام. في حين نقلت الأوساط نفسها عن أمير قطر تأكيده لرئيس الحكومة أهمية الوحدة اللبنانية وانتخاب رئيس للجمهورية والحرص على استقرار لبنان، مبدياً تفهمه للتوازنات والتعددية اللبنانية، مع إشارته في الوقت ذاته إلى تحمّل بعض القوى السياسية اللبنانية مسؤولية تعكير صفو العلاقات مع العرب.
أما عن لقائه أردوغان، فأوضحت الأوساط أنّ سلام تطرق معه إلى المعاناة التي يمر بها لبنان من جراء الشغور الرئاسي فضلاً عن الأعباء التي يتحملها نتيجة النزوح السوري، مشيرةً إلى أنّ الرئيس التركي أبدى من جهته أمل بلاده أن يتمكن اللبنانيون من انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن معرباً عن الاستعداد لتقديم أي دعم سياسي أو عسكري أو أمني تطلبه الحكومة اللبنانية من تركيا. كما أكد في موضوع النزوح أن أعباءه تتشارك في تحمّلها تركيا كما لبنان، لافتاً انتباه سلام في المقابل إلى التفاؤل بأن تنجح العملية السياسية الجارية في إنهاء الحرب السورية ومعاناة النازحين بشكل يمكنهم من العودة إلى وطنهم.
المستقبل : العالم الإسلامي يدين «حزب الله»
المستقبل : العالم الإسلامي يدين «حزب...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
344
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro