في خط تصاعدي منذ أزمة التدافع في منى في موسم الحج السابق في أيلول 2015، وصولاً إلى الهجوم على البعثتين الديبلوماسيتين السعوديتين في طهران ومشهد، والمواقف المتتالية من الدور الذي يضطلع به "حزب الله" خارج الحدود اللبنانية، من تصنيف جامعة الدول العربية اياه منظمة إرهابية إلى وقف البث الفضائي لقناة "المنار"، وضعت القمة الـ13 لمنظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول طهران و"حزب الله" في خانة واحدة، خانة "الإرهاب"، سواء بدعمه أو ممارسته، والتدخل في شؤون دول هي سوريا واليمن والكويت والبحرين والصومال.
وكما في كل مناسبة توجه فيها أصابع الاتهام إلى إيران و"حزب الله"، يجد لبنان الرسمي نفسه محرجاً. وفي قمة اسطنبول سجل تحفظه عن إدانة "حزب الله"، وإن مع تأكيد "ضرورة احترام عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى". وكما كان متوقعاً، تحفظ عن الفقرة المتعلقة بالنزاع بين أذربيجان وأرمينيا بالنسبة إلى إقليم ناغورني قره باخ.
غير أن توجيه أصابع الاتهام إلى إيران لم يدفع الرئيس حسن روحاني الى مغادرة تركيا، إذ اكتفى بالتغيب عن الجلسة الختامية للقمة، لكنه سيلتقي في أنقرة اليوم السبت الرئيس رجب طيب أردوغان.
وفي طهران رأى مساعد الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي أن منظمة التعاون الاسلامي "تعاني ضعفاً بنيوياً، وهي واقعة تحت تأثير عدد من الدول التي تتولى توجيهها نحو أهدافها الخاصة من خلال أدواتها المادية"، مؤكداً أنها ستندم على مواقفها التي اتخذتها ضد إيران و"حزب الله".
وانتقد البيان الختامي "تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول أخرى أعضاء، منها البحرين واليمن وسوريا والصومال، واستمرار دعمها للإرهاب". وناشدها احترام "مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها وحل الخلافات بالطرق السلمية وفقا لميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها".
وندّد بالهجوم على البعثتين السعوديتين في طهران ومشهد، و"التدخل السافر في الشؤون الداخلية السعودية"، في إشارة إلى إعدام المعارض الشيخ نمر النمر.
وعن "حزب الله"، استنكر قيامه بـ"أعمال إرهابية في سوريا والبحرين والكويت واليمن ودعمه حركات وجماعات إرهابية تزعزع أمن دول أعضاء في المنظمة واستقرارها".
وفي المقابل، جددت القمة دعم لبنان "في استكمال تحرير كامل أراضيه" في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر، ونددت بـ"الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة لسيادة لبنان براً وبحراً وجواً". ورحبت بـ"الحوار القائم بين الأطراف السياسيين لتجاوز الخلافات وتخفيف حدة الاحتقان السياسي ودفع الوفاق الوطني". وأشادت بـ"التضحيات التي يقدمها الجيش اللبناني والقوى الأمنية في محاربة التنظيمات الإرهابية والتكفيرية".

إيران والسعودية
على صعيد آخر، وفي تحرك هو الأول من نوعه منذ أزمة الحج، بدأ وفد ايراني محادثات في مكة مع مسؤولين سعوديين في شأن تأمين سلامة الحجاج الإيرانيين الموسم المقبل، على ما صرّح رئيس المنظمة الايرانية للحج سعيد أحادي. وهذا اللقاء الأول بين الجانبين منذ هجومي طهران ومشهد في كانون الثاني.
وقال أحادي للتلفزيون الرسمي الإيراني من مدينة مكة: "عقدنا اللقاء الأول (أول من) أمس" الخميس. وأضاف :"طلبنا تأمين سلامة الحجاج الإيرانيين وان ينقلوا الى المملكة العربية السعودية في طائرات ايرانية حصراً".
ومنعت السعودية كل الرحلات الايرانية إلى مطاراتها وكذلك كل الرحلات نحو ايران، بعدما قطعت علاقاتها مع طهران.