في الشعب اللبناني،الذي لا يعجبك يا سيد كليب ألف علّة وعلّة، أمّا أن تتنطح جنابك لتهتُك ستره، وتنشر عرضه، وتتبجّح بنقاء ضميرك وعُلوّ مقامك، وسُموّ همّتك، فهذه والله داهيةٌ أصابت هذا الشعب ، فوق المصائب التي تحمّلها ويتحملها من حكّامه وجلّاديه، منذ عهد الوصاية المشؤوم، وعهد المقاومة التي ترتع جنابك في فيئها. ولو، استح،أو اخجل قليلا، ألست على رأس من باعوا أنفسهم" في سوق النخاسة، وتوزعوا على وسائل الإعلام ومراكز الدراسات، التي تُغرق أصوات الشعب بالمال وتُخرسها" انتهى كلام كليب،وتطلب من الشعب اللبناني أن يخرس، وللابد، فلماذا لا تخرس أنت،لا للأبد، لكن في هذه الضروف الصعبة التي يمرّ بها هذا الشعب،لئلا نُذكّرك بأنّك لم ترث كنوزا لا تفنى مع صاحبك(أو معلمك) بن جدّو وانفقتموها على الميادين. على الاقلّ كان أشرف لك ولمعلمك أن تبقيا في الجزيرة، فهي ،حتى الساعة، أفضل وأرحم من "ميادينكم" المتخمة بالزبالة، قبل أن يتمكن حكامنا من جمع "زبالتهم".
ويبدو أنّهم عندما أدركوا أنّ هذا الشعب يتحمل مثل "زبالتكم"، فلم لا يغرقونه بزبالتهم؟ وأنت، من أنت؟ لتطلب من شعب صابر، تعتاش انت ومعلمك وزبانيته من مآسيه وآلامه وشهدائه، لكي تتاجروا بالقضية الفلسطينية والسورية واللبنانية واليمنية، ثمّ تطلب منه أن يخرس. كان أشرف لك أن تصمت وتخرس،والله إنّي كنت أفضل ألاّ اردّ عليك، كما أبى شاعر بني نمير من الرد على الفرزدق عندما قال: فغض الطرف أنّك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا.
أبى أن يرد، لئلا يقال بأنّه يشاتم الكلاب.أو ما قاله عبد الله بن الزبير لمعاوية بن أبي سفيان في محاورة ختمهابالقول: وأنا عبد الله، وأنت معاوية(معاوية جرو الكلب). وتتباهى علينا ،أيّها المأجور بثقافتك العالية، فتذكر أوسكار وايلد، والفرد دوموسيه ، وأنت تخاطب هذا الشعب الساقط في نظرك، هذا الشعب الذي لم يطّلع خلال السنوات العشرين الماضية إلاّ على إبداعاتك وإبداعات بن جدّو وأحمد منصور، وقرضاوي الشريعة والحياة، وجوقة المقاومة والممانعة، التي يتصدرها وئام وهاب والشيخ حمود، وأضرابهما، وتتباهى علينا ياابن كليب، بأنّنا لم نحسن انتخاب رئيس للجمهورية، بينما رائد عروبتك وقوميتك وفلسطينيتك ويساريتك، الرئيس المفدّى بشار الأسد أجرى انتخاباته النزيهة والمشروعة، والتي ستجلب الأمن والرخاء والكرامة لملايين السوريين الذين يباتون في العراء، ويطرقون الأبواب المجهولة في بلاد الله الواسعة جائعين مشردين با ئسين ،وتتباكى على السوريات اللواتي دفعهنّ رئيسك وحاميه في إيران وروسيا إلى أكل الخبز المر ببيع أجسادهنّ، السوريات اللواتي كُنّ مضرب المثل (رغم فجورك وأتباعك) في العفّة والطهارة وصيانة البيوت ورعاية الزوج والأهل والأولاد.
اصمت واخجل، انت وصاحب سفيرك، الذي كان عليه أن لا ينشر مقالتك الوقحة، فهو أول من تطاله، وكان على بن جدّو أن يحسن تأديبك، وأن تتعظوا فلا يصحُّ فيكم، امثولة الشاعر أحمد شوقي: خرج الثعلب يوما في ثياب الواعظينا..