وحتى نجيب عن هذا السؤال الهاجس , علينا رصد مصالح الدول المؤثرة التي ومن بديهيات القول انها تتحرك وفقها بعيدا عن كل بروبوغاندا القيم والاخلاقيات والمباديء, ومن البديهيات ايضا امكانية ان تتقاطع المصالح المشتركة حتى بين الخصوم المفترضين على الساحة السورية ونقصد هنا الاميركي ومن معه من جهة والايراني وخلفه الروسي من جهة اخرى وهذا التقاطع لن يكون المرة الاولى فقد حصل على ساحة عراق صدام حسين وعلى ساحة افغانستان طالبان , فاذا اخذنا بعين الاعتبارمقاربة الادارة الامركية للملف السوري ندرك ان هذه الادارة لم تقم بخطوة عملية واحدة منذ بداية الثورة يمكنها ان تساهم بحسم الامور وبالتالي فان تدمير سوريا عبر اطالة الازمة هي واحدة من رغباتها خاصة ان البديل المفترض عن نظام بشار وكما يقول اكثر المراقبين لا يستطيع ان يؤدي نفس الدور الحافظ لمعاهدة الهدنة الغير موقعة بين سوريا واسرائيل وبالتالي فان سوريا المدمرة والمنهكة والممتلئه بجثث شعبها وجيشها هو رغبة اميركية لضمان استقرار قاعدتها في هذا الشرق هذا من جهة ومن جهة اخرى فان ايران يمكن ان تعمل وفق القاعدة القائلة بان ما لا يدرك كله لا يترك جله , فايران التي تعتبر ان" سوريا الاسد " هي جزء من استراتيجيتها الدفاعية فان الخيار بان يلجأ بشار الى الساحل "العلوي" الذي يحوي على القاعدة البحرية الروسية وما يمثل من اتصال جغرافي بلبنان (القاعدة الايرانية بالمنطقة) سيكون خيار الضرورة لايران , لذا فان الحديث عن تقسيم سوريا هو بلا شك امر مطروح بقوة وما الاشارة التي جاءت على لسان امين عام حزب الله في خطابه الاخير وعلى لسان بشار الاسد وان اخذت صفة التحذيرمن المؤامرة على لسان الرجلين الا اننا تعودنا وعبر السنين الطويلة اننا وبمواقفنا نشكل عنصر الانجاح الاول لمجمل " المؤامرات" وبالخصوص تلك التي نحذر منها .. وهذا يضع الشعب السوري الثائر امام تحدي اضافي هو بعدم الانزلاق الى آسان الاجواء الطائفية البغيضة التي تشكل وحدها المفتاح الاجباري لهذا التقسيم المرغوب من جميع اعدائه ,,,,,,