قالت مجلة "فورين بوليسي" إن الجنرال الأميركي المتقاعد ري أوديرنو، الذي شغل منصب قائد القوات الأميركية أثناء احتلال العراق، قدم تقييمه لعدد القوات المطلوبة لهزيمة تنظيم "داعش"، وذلك في كلمة له أمام مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن يوم أمس الأربعاء، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تكون هي من يدير هذه القوات ويوجهها.
وينقل التقرير عن أوديرنو قوله إن هزيمة تنظيم "داعش" تحتاج إلى 50 ألف جندي، وإن هذه الهزيمة لن تتحقق إلا عبر إرسال قوات برية، لافتاً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يُقترح فيها تجهيز 50 ألف جندي لهزيمة تنظيم الدولة، إلا أنه قال في مؤتمره الصحافي الأخير، بصفته قائدا لهيئة الأركان المشتركة في آب 2015: "إذا وجدنا في الأشهر الأخيرة أننا لا نحقق التقدم الذي نريده، فعلينا التفكير بإرفاق بعض الجنود ومشاهدة فيما إذا حققنا تقدما، وهو خيار علينا تقديمه للرئيس عندما يحين وقته".
وتشير المجلة إلى أن أوديرنو قاد القوات الأميركية في العراق في الفترة ما بين 2008 إلى 2010، التي شهدت انخفاض عدد القوات الأميركية من 100 ألف جندي إلى 50 ألفا، وفي العام الماضي قررت الإدارة الأمريكية إرسال 450 مستشارا عسكرياً لتدريب القوات العراقية ومساعدتها في الحرب ضد تنظيم "داعش"، بالإضافة إلى وجود 5 آلاف جندي أميركي في العراق.
ويلفت التقرير إلى أنه لا يعرف من أين سيأتي الجنود الذين تحدث عنهم أوديرنو، حيث إنه في شباط، قال وزير الدولة في الخارجية الإماراتية أنور قرقاش إن بلاده مستعدة للمشاركة في الحرب ضد تنظيم "داعش"، وأضاف: "نحن لا نتحدث عن ألف جندي، لكننا نتحدث عن قوات تحارب على الأرض وتقوم بالتدريب والدعم"، مشيرا إلى أن السعودية أعربت عن استعدادها لإرسال قوات دون أن تحدد عددهم، بالإضافة إلى أن تركيا لديها قوات تقاتل داخل العراق.
وتورد المجلة نقلا عن وزارة الدفاع الأميركية قولها إن عدد مقاتلي التنظيم انخفض من 31 ألفاً العام الماضي إلى ما بين 19 ألفاً إلى 20 ألف مقاتل الآن، مشيرة إلى أن البنتاغون يقدر عدد عناصر تنظيم الدولة الذين قتلتهم الغارات الجوية بحوالي 25 ألفاً، وذلك منذ بداية الغارات الجوية في آب 2014.
وينوه التقرير بأن تصريحات أوديرنو تأتي في الوقت الذي يتحدث فيه المسؤولون العسكريون الأمريكيون عن دخول الحملة العسكرية مرحلتها الثانية.
وتنقل المجلة عن المتحدث باسم القوات الأميركية في العراق العقيد ستيف وارن، قوله: "لقد أضغفنا عدونا، ونعمل الآن على تهشيمه"، وأضاف: "لقد انتهت المرحلة الأولى للحملة العسكرية، ونحن الآن في المرحلة الثانية، وهي تفكيك العدو".
وتختم "فورين بوليسي" تقريرها بالإشارة إلى قول وارن: "نعتقد أنه من خلال إضعاف العدو في المرحلة الأولى، وتفكيكه في المرحلة الثانية، فإننا نقوم بالتحضير للمرحلة الثالثة، وهي هزيمة العدو بشكل كامل".
(عربي 21 - Foreign Policy)