ليست (المتعة) انثى تخضع لممارسة جسد مأسور في قلعة مارد الجن يتناوبه الفحول في مملكة الاقوياء ولا هي بضاعة ينالها مَن يشاء من أصحاء البنية وأصحاب الجاه والوجاهة واهل المقام والشيخ والقاضي وسادة القوم وحاشية السلطان ..
وليست سهلة الحصول كما يظنون ولا تشبه متاعهم ومقتنياتهم النّفيسة وأغراضهم المكدّسة في أدراجهم وسرُرهم المحفوفة بحوريات حسان بتناوبن على ارضاء ذكر شبق (فالمتعة) هي فنّ استخراج طاقة المشاعر وفك قيودها لتنطلق نحو سحر الطبيعة البكر المتوحشة الجمال في صورة ابداعية رسمتها يد القدرة ونفخت فيها عذب النسمات ووميض النور المنبعث من افاق السماء .. وأصوات الموج المتلاطم المنتحر عند صخرة اعتراف العشاق ...
هي كف اللطف يمسح وجه التعب والبراءة والتمرد حين يقرر قتل الكبرياء ،وهي مزيج ألوان الحياة هي قوس الله المعلن ان الدرب امان .. سمراء بدوية بيضاء عسجدية وحسناء مشرقية بثوب الطهر بلون القمح بشلال الضياء ..تشرق مع إطلالة كلّ فجر جديد لتنير النفوس الحبلى بالشوق لومضة نور تشبه مقل النجوم الساهرات حتى روعة السكون مع أنثى صنعها الإله على شاكلة قلب مزيّن بالأرجوان يحتوي طيفا يحاكي النبل والنقاء ..
ويشرع فناءه للبلابل تقيم قداس الفجر على عزف حفيف اوراق الاشجار .. لن ينال المتعة ذكر استحوذت عليه أربعة دائمات من بنات حواء يشغلنَ منصب المُنجبات ليس الا أو ألف من الإماء يعرضن في سوق الرق والجمال امام تاجر او فاجر او غني محتال ولن ينالها مزواج يغتصب العذارى والثّيبات ليرضي شبق جسده المسعور و المنهك من الفساد .
المتعة ليست ذلك الإنحراف النفسيّ أو الفكري أو الإجتماعي ولا الشذوذ السياسي حيث يطمع الأبله بمقعد العارف والفاسد برقاب الصلحاء ... ولا هو ذلك الإنحراف والإنجراف الجنسي فيطمع الواحد بنساء الأرض عذراء تلو اخرى والف وصيفة في بلاط المغريات لذكور تربع النوم بثقله على على صدورهم العارية من القلوب والمشاعر الملفوفة بالاكفان قبل الاوان ولفحولنا على اختلاف أصنافهم وصفاتهم ومستوياتهم أزفّ نبوءة حرمانهم من كافة الإستمتاعات الجسدية المادية والمعنوية والنفسية والفكرية ...
وذلك لأن رفع مستوى الطموحات اللامتناهي مترافقا مع الجشع والطمع والعبث ومدّ الأبصار إلى نبض النساء وتطاول الحقد الى براءة الأطفال وتعدّي المكر الى ضعف الشيوخ والتطاول على ما تبقى لهم من كرامة .
فإلى أن يتعلّم الذّكور فنون التّمتع ووسائل السّعادة بلا تعداد الأرقام وإحصاء الدقائق والأيام . نبقى على مقربة من عقد النّقص وأمراض النّفس وكل ما يرافق ذلك من اعتداء والإستغلال وسلب السعادتين الفردية الخاصة والمجتمعية العامة .