في الواقع هذه الرسالة وجهها الدكتور عبد العزيز المقالح، الشاعر ورئيس الجامعة اليمنية في صنعاء، وقد مضى عامٌ كامل على توجيه الرسالة حتى اليوم، وهي صالحة الوجهة للسيد حسن نصر الله أيضا.
وأعود اليوم للتذكير بما ورد في هذه الرسالة، على أبواب افتتاح المحادثات اليمنية في الكويت، وأن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبدا، وحسنا فعل الحوثي بالاستجابة لمعظم ما ورد في رسالة الشاعر المقالح.
إذن من عام مضى ، ناشد المقالح السيد عبد الملك الحوثي تسليم السلاح، وتجنيب اليمن حرباً طاحنة، ذلك أنّ تدخل الخارج لا يأتي بخير، بل يُسبّب الكوارث والشرور، ويُذكّره بأنّه الوحيد الذي يستطيع إيقاف ذلك، ويطالبه بانهاء فوري للحرب، وسحب أتباعه من الجنوب، وتسليم السلاح، ويلفت نظره إلى أنّ أبناء مأرب وتعز وعدن ليسوا دواعش ولا تكفيريين ، ولا صهاينة ولا أميركيين، وبكلام بليغ يخاطبه: لا يمكن تخيير الناس، إما أن يكونوا معك، وإلاّ فهم دواعش وتكفيريون، وما يلي ذلك من تُهم، وهذا ربما ينسحب على اليمن وعلى لبنان، على السيد عبد الملك والسيد حسن نصرالله.
اللافت في الرسالة، أنّ المقالح يتّهم السعودية بالتواطؤ مع الرئيس هادي لتوريط الحوثي،فيلفت نظره بالقول: لم تسأل نفسك لماذا تركوك تجتاح صنعاء بكاملها ،وما هي الأهداف يا سيد حوثي؟ لم تنتصر بالملائكة، ولا جبريل قاتل معك، يقول المقالح، وإنّما هي خيانات الشياطين وصفقات عيال الحرام.
هادي خائن، لأنّه تركك تعبث بحرب ظالمة وتنزع الناس من مساكنهم ظلما وعدواناً، وتذكر أنّ الذين تركوك تلتهم اليمن وهم يتفرجون عليك، هم أنفسهم الذين تركوا داعش تلتهم العراق وسوريا، ثم يعودون في الأخير لمحاربتها.. إنّ الذين يضربون اليمن ، ويضربون العراق وسوريا ما كان لهم ذلك لولا بركاتك أنت وداعش، تذكّر جيدا أنّ الطغاة يجلبون الغزاة. تنازل لوجه الله ولأجل الشعب والوطن، يختم المقالح رسالته.
ونوجّه القول للحوثي في اليمن والسيد نصر الله: نعم، تنازلوا من اليمن إلى لبنان، لوجه الشعب والوطن،إذا كان الله عزّ وجلّ لم يعد في حساباتكم.