في مؤتمرها الصحافي " الزحلوي " بدت ميريام سكاف أرملة ايلي سكاف واثقة من وراثة الإرثين السياسيين لزعامة آل طوق وسكاف من خلال خطاب مكتوب بحبر" زحلاوي " خاص يسهم في تحريك العواطف ويقدم ميريام كامرأة غير وافدة على السياسة بل متصلة بها لا من خلال جذور العائلتين اللتين تنتمي اليهما فحسب بل من موقع المتابعة الحثيثة لها باعتبارها ناشطة من قبل وفاة زوجها وقادرة عل ملء الفراغ في زعامة حزب الكتلة الشعبية .
طبعاً لا نريد التعاطي مع الموضوع من زاوية نقدية للميراث السياسي وللزعامة والنيابة باعتبار أن لبنان مملوك لعائلات سياسية جديدة كما كان قديماً خاضعاً لحكم العائلات الاقطاعية وطالما أن جميع الزعماء في لبنان يرثون السياسة أو يورثونها فلا داعي للاعتراض على المرأة " الزحلاوية " التي دخلت السياسة من تابوت زوجها ومن موقع التحدي لكل من يريد موت الزعامة السكافية من خلال تحجيم دور الكتلة الشعبية واستلحاقها بالقوتين الرئيسيتين في الشارع المسيحي وجعلها تابعة لإمرتيّ القوّات والتيّار الوطني الحر.
أمس بدت مريام سكاف في مؤتمرها الصحافي طليقة اللسان وملفتة في حضورها وتبيّن من خلال أجوبتها على أسئلة الصحافيين قدرة متجاوزة في امكانيّاتها لقدرات نسوة المسؤولين اللواتي يعملن في السياسة بطرق مباشرة وغير مباشرة اذ أنها أثبتت أنها الأكفأ منهن ولا سيما نساء الأحزاب المسيحية.
لقد قررت وريثة زعامة الكتلة الشعبية خوض معركة فاصلة مع حزبيّ القوّات والتيّار الوطني الحرّ وهذا بحدّ ذاته تحد كبير منها اذ أنها رفضت عرضيّهما وأبت الخنوع أو الخضوع لاستبداديّهما في الشارع المسيحي وقررت أخذ حزبها الى عملية ديمقراطية من شأنها أن تستفتي المسيحيين " الزحلاوين " في أمرّ إمارتهم الجديدة وأن تستمزج مواقف السُنّة والشيعة من الانتخابات البلدية كعملية أو كمقدمة اختبارية مطلوبة لمعرفة مآل الانتخابات النيابية وموقع الزعامة الجديدة للكتلة الشعبية في الخارطة السياسية اللبنانية .
لقد تغلبت مريام طوق سكاف على ابنة عمها ستريدا طوق جعجع في حضورها السياسي وفي بيانها وجرأتها وفي قدرتها على اتخاذ مواقف صلبة أمام جرفتين مسيحيتين لا يقبلان بوجود حجرة عثرة في طريقهما فكيف وإن كان من يقف في الطريق صخرة "زحلاوية "كبيرة .
ربما يعكس خلاف ابنتيّ العمّ الدائم موقف القوّات من مريام وهذا ما دفع الى مواجهتها في أول استحقاق لها لكسر مستقبلها السياسي وتحطيمها كيّ يتمّ مسك المدينة بطرفين اثنين لا ثالث لهما .
هناك من يدّعي بأن ستريدا جعجع قد طلبت من ابنة عمها المبايعة لها بتعاونها الخانع والخاضع للقوّات ولا تكون ندّاً للحزب والاّ ستطحن في أوّل تجربة كيدية لها وأنها لن تكون لها رحم سلام لأن السياسة خصومة حادة ولا تهتمّ كثيراً بشؤون القربى وقد رفضت مريام سكاف ما طلبته ستريدا جعجع وقررت تأكيد بقاء ايلي سكاف حيّاً سياسياً ولا يمكن اغتيال تاريخه من قبل أحد من المسيحيين .
لقد جمع جمال العائلتين بين ابنتيّ العام ولكن قبح السياسة قد فرّق بينهما وجعلهما خصمان في حلبة صراع للثيران ولا مجال فيها الاّ لفوز الثور أو لملاعب الثيران .