القمة الاسلامية الاستثنائية الثالثة عشرة التي ستعقد في اسطنبول اليوم في حضور ممثلين عن 50 دولة اسلامية، وسط متغيرات كبرى في المنطقتين العربية والاسلامية منذ 5 سنوات مع بداية ما يسمى الربيع العربي بالاضافة الى انتشار الفكر التكفيري، فيما القضية الفلسطينية هي الغائب الاكبر.
القمة الاسلامية تعقد اليوم وسط اصرار من المملكة العربية السعودية على استكمال الحرب المفتوحة على حزب الله واعتبار ذلك القضية المركزية الاولى لها، حيث عمدت السعودية الى اضافة قفرة على البيان الختامي تتضمن «ادانة اعمال حزب الله الارهابية في سوريا واليمن والعراق والبحرين والكويت»، وهذا ما يفرض توصيف حزب الله بالحزب الارهابي كما تريد الرياض.
هذا التوجه السعودي قوبل بتحفظ لبناني وعراقي وايراني وجزائري واندونيسي، كما ان العديد من الدول ابلغت رغبتها بحذف هذه الفقرة، علما ان الفقرة السعودية لا قيمة لها، كونها تحتاج الى موافقة كل الدول المشاركة حسب قوانين المؤتمرات الاسلامية.
وعلم ان التحفظ على الفقرة السعودية من قبل لبنان قد يؤدي الى الغاء اللقاء بين الرئيس تمام سلام والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، علماً ان الموعد لم يحدد بعد، رغم طلب الرئيس سلام الموعد قبل سفره من بيروت.فالرئيس سلام هو من سيتولى اعلان الموقف اللبناني وليس وزير الخارجية جبران باسيل، وبالتالي فان التحفظ اللبناني قد يجنب حكومة سلام الانفجار الذي يشارك فيها حزب الله. كما ان معظم الاطراف المشاركة بالحكومة ترفض توصيف حزب الله بالارهابي، وبالتالي فان سلام لا يمكن الاّ ان يتحفظ مهما كان الضغط السعودي لانه بتحفظه يحمي البلد والاستقرار، ووحدته الداخلية. واللافت، حسب المصادر، فان الموقف السعودي من حزب الله الى تصاعد ودون سقوف، كما يظهر من الممارسات السعودية.
وتسأل المصادر عما اذا كان هناك من ربط بين الهجوم السعودي على حزب الله وعودة التسريبات من قبل بعض الشخصيات والاطراف السياسية اللبنانية عن تحقيقات المحكمة الدولية في مجلة «روز اليوسف» المصرية، والتي تشبه تسريبات صحيفة السياسة الكويتية، وما سر هذا الرابط؟ وهل له علاقة بتوتير الساحة اللبنانية والبدء بمرحلة جديدة، من التوترات وضرب الاستقرار خصوصاً ان تسريبات الصحيفة المصرية «روز اليوسف» عن تحقيقات المحكمة الدولية نسبتها الى مصادر لبنانية وبان المحكمة ستطلب تسليم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وان منفذي العملية تلقوا اوامرهم مباشرة من حزب الله وكذلك ستطال بعض رموز النظام السوري الحاكم الذين سينضمون الى لائحة المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالتالي، وحسب المصادر، فان هذه التسريبات ليست بريئة وتؤشر الى مرحلة جديدة تريدها السعودية في لبنان، خصوصاً ان مثل هذه التسريبات تثير التشجنات في الشارع اللبناني وتزيد الشرخ الطائفي والاحقاد وتطيح بالسلم الاهلي.
وحسب المصادر، فان هذه التسريبات هي من نفس الشخصيات التي كانت تقوم بالتسريب في الماضي مع بعض الاطراف السياسية واهدافها باتت مكشوفة.
وتتابع المصادر ان ما يجري امر خطير والتوجه السعودي بتصعيد المواجهة ضد حزب الله على كافة الصعد من الطبيعي ان يترك انعكاساته الداخلية على لبنان، خصوصاً ان الرئيس تمام سلام قام وفور وصوله الى اسطنبول باجراء اتصالات مع العديد من الدول حول الفقرة في البيان الختامي والتي تتعلق بتوصيف حزب الله ارهابياً، كما تطالب «الرياض» التي طلبت من الرئىس سلام ان يكون موقف لبنان منسجما مع الموقف السعودي، وهذا الامر لا قدرة للرئيس سلام عليه.
وفي المعلومات ايضاً ان الاصرار السعودي قد يفتح مواجهة مع ايران داخل المؤتمر، في ظل توجه سعودي ايضاً لانتقاد الممارسات الايرانية في دول الخليج، علماً أن اسطنبول تحاول ان تلعب دور الوسيط، وان لا تذهب الامور الى المواجهة داخل المؤتمر وتحاول الوصول الى قرارات وسطية ترضي الجميع، خصوصاً ان العلاقات الايرانية ـ التركية شهدت انفراجات في الفترة الاخيرة وكذلك العلاقات السعودية ـ التركية وسيحاول اردوغان ترتيب لقاء بين الوفدين السعودي والايراني، لكن الامر بالنسبة للبنان سيكون مختلفاً جذرياً حيث سيؤدي التحفظ اللبناني الى استمرار التوتر في العلاقات السعودية ـ اللبنانية.

ـ حوار حزب الله ـ المستقبل وفشل الهدنة الاعلامية ـ

وعلم ان جلسة الحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل التي انعقدت في عين التينة تطرقت الى مختلف الملفات الداخلية وتفعيل عمل مجلس النواب وعقد جلسات تشريعية، والانتخابات البلدية في المناطق الحساسة وعمل مجلس الوزراء. كما تطرقا الى الملفات الساخنة بين الطرفين والحملات الاعلامية بينهما، وكشفت معلومات مؤكدة ان الطرفين لم يتوافقا على الوصول الى هدنة اعلامية بينهما وتخفيف التشنجات الاعلامية لان هوة الخلاف كبيرة ومتشعبة من ملفات الداخل الى سوريا واليمن والعراق بالاضافة الى الضغط السعودي على الدول الاسلامية لتوصيف حزب الله بالارهابي، ووقف بث المنار على عربسات و«نايل سات». وفي ظل هذه الاجواء لا يمكن الوصول الى هدنة اعلامية حيث طالب ممثلو المستقبل بوقف الحملات الاعلامية على السعودية ودول الخليج فيما طالب ممثلو حزب الله بالمقابل بوقف الحملات السعودية تحديداً على الحزب حيث تخوض المملكة السعودية «حرباً مفتوحة» على كل الصعد ضد حزب الله ولا يمكن للحزب الا الوقوف ضد هذه الحملة الظالمة عليه والتي تقودها المملكة العربية السعودية.
ورغم عدم الوصول الى هدنة اعلامية وحسب المعلومات فان الطرفين اكدا على استمرار الحوار من اجل تخفيف التشنجات على الارض.

ـ هولاند في بيروت وعشاء السفارة الفرنسية ـ

اما على صعيد زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بيروت، وحسب أوساط سياسية فان الرئيس الفرنسي لا يحمل «عصا سحرية» للملف الرئاسي، وسيحاول ان يجمع على «طاولة العشاء» في السفارة الفرنسية الاطراف السياسية جميعها من 8 و14 آذار حيث وجهت السفارة الفرنسية الدعوة لكتلة الوفاء للمقاومة للعشاء بالاضافة الى دعوات لمختلف الكتل بالاضافة الى شخصيات سياسية، واشارت المعلومات الى ان الرئيس الفرنسي قد يلقي كلمة خلال العشاء يتحدث فيها عن الموضوع اللبناني وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، حيث يأمل اللبنانيون ان تنتج الزيارة بداية للحلول واولها انتخاب رئيس للجمهورية. وقد اكد السفير الفرنسي في لبنان عشية الزيارة ان الرئيس هولاند سيؤكد على الموقف الفرنسي الداعم للبنان وشعبه والتأكيد على العلاقات التاريخية بين البلدين.

الانتخابات البلدية

اما على صعيد الانتخابات البلدية، فان الحملات الانتخابية بدأت تظهر في كل المدن والمناطق اللبنانية، وتتجه الامور الى معارك «كسر عظم» في المدن الكبرى وتحديداً في زحلة بعد ان بدأت اتجاهات المعركة تظهر عبر 3 لوائح الاولى مدعومة من التيار الوطني الحر والقوات والكتائب والثانية مدعومة من السيدة ميريام سكاف عقيلة الوزير الراحل الياس سكاف والثالثة من الوزير السابق نقولا فتوش.
وفي صيدا هناك مواجهة كبرى بين تيار المستقبل والجماعة الاسلامية من جهة والتنظيم الشعبي الناصري من جهة اخرى مدعوما من الاحزاب والشخصيات. وفي بيروت ما زالت الامور غامضة في ظل مساعي توافقية لم تتبلور بعد وتأكيد مسيحي على المناصفة في بلدية بيروت. وفي طرابلس الاجواء على حالها من الضبابية لجهة التوافق.

ـ المخيمات الفلسطينية ـ

على صعيد آخر، شيّع الفلسطينيون المسؤول العسكري لحركة فتح في مخيم المية ومية فتحي زيدان الذي قتل بعد اغتياله بعبوة ناسفة استهدفت سيارته الـ «بي.ام.دبليو» اثناء مروره على الطريق عند مستديرة الاميركان قرب مخيم عين الحلوة. وقد اعتبرت السلطة الفلسطينية الاغتيال تجاوزاً للخطوط الحمراء، فيما المصادر الفلسطينية في عين الحلوة، اكدت ان تحقيقاتها سلمتها الى الاجهزة الامنية اللبنانية، وان التحقيقات تتركز عن كيفية وضع العبوة ومن المستفيد منها؟ وتشير الى وجود «خرق امني» سهّل وضع العبوة، ولم تسقط المنظمات الفلسطينية العامل الاسرائيلي وراء عملية الاغتيال، لكن التحقيقات الاولية كشفت عن «اصابع ارهابية» وراء الاغتيال.
واشارت المصادر الى ان السلطة الفلسطينية سترسل «مدربين» وخبراء لتدريب القوة الامنية المشتركة في عين الحلوة، وكيفية ضبط اوضاع المخيم، بعد ان اكدت عملية اغتيال فتحي زيدان وجود قرار ارهابي بتفجير المخيمات والسيطرة على عين الحلوة، واذا كان مستحيلا ذلك، السيطرة على بعض اجزاء المخيم والانطلاق الى تهديد الساحة اللبنانية حيث يستفيد الارهابيون من «الخلل التنسيقي» بين المنظمات الفلسطينية والمتنوعة، في التعامل مع الخلايا الارهابية وعدم اتخاذ قرار حاسم، وغياب الغطاء السياسي للقضاء على الارهاب على خلفية تجنيب عين الحلوة «حمام دم» وحل الخلافات بالتراضي، وهذا ما ادى الى توسيع النشاط الارهابي.
وعلم ان المنظمات الفلسطينية توصلت الى «خيوط اولية» حول التفجير، وكيف تمت عملية الاغتيال والتنسيق بين خلايا ارهابية في المية ومية، واخرى في عين الحلوة، وهذا ما يفرض ردا من المنظمات الفلسطينية.