وأخيرًا.. توسّع حزب الله وبدأت الاخطاء الحزبية تظهر للعيان بوضوح، فمع اتساع رقعة التمدد داخل الطائفة الشيعية ظهر لديه فيروس الفشل في الانضباط وفي إدارة امور ضاحية جنوبية السكان.

فما بين حزب الله الماضي وحزب الله الحاضر بُعد مسافات تفصل بينها المصداقية والسرية والإنضباط، وخير دليل على ذلك المفارقات التي تظهر بشكل جليّ ما بين "قبل العام 2000" و "اليوم".

فمنذ زمن لم يكن معلوما لدى أحد  أي من هؤلاء الشباب من المنتمين لحزب الله أو أي منهم من المنخرطين في أعمال المقاومة ضد العدو الإسرائيلي أمّا اليوم وفي الضاحية الجنوبية لا تجد شخصًا أو مراهقا إلا ويحمل بطاقة "اللجنة الأمنية لحزب الله" حتّى بات هذا الأمر طبيعيا وبشكل علني.

وبالطبع هذا التبجّح في الإنتماء وإعطاء البطاقة لأي كان وضمّه مباشرة إلى صفوفه ليس إلا سببا من أسباب فشل حزب الله في سوريا، فضلا عن إرادة الشعب السوري بالتأكيد، لكنّ الثغرات التي باتت واضحة وعلنية لها دور كبير في جعل حزب الله حزبًا خاسرًا ولو امتلك الصواريخ الروسية متوسطة المدى.

وفي هذا السياق، يُلاحظ في الجنوب وفي الضاحية الجنوبية أنّ أكثر الشباب الذين دخلوا معترك حزب الله للقتال لم يكونوا إلا مجموعة من العاطلين عن العمل وبعضهم كان يتعاطى الخمر لكنّ المفاجىء في هذه النقطة بالذات أنه بيوم واحد او يومين من انخراط الشاب  بنشاطات مع الحزب يتحول هذا الفتى "الطائش" إلى آخر يتكلّم بالدّين الأمر الذي يستوجب التساؤل : هل هو حبّ المال الذي يدفع بالشباب إلى التغيّر أو أنّ الغسيل الدماغي الذي يقوم به الحزب للعناصر له الدور الأبرز؟

ومهما كانت الإجابة فإنّ ما نراه من "عيّاشين" على جبهات القتال والإستعراضات التي يقوم بها الشباب ليست سوى أحد أسباب فشل الحزب وما السرية التي كانت تحيط بهالته سوى سر انتصاراته قبل عام 2000.

وإن كان توسّع حزب الله أصابه بفيروس الفشل فإن عدم انضباط عناصره وخروجهم عن السرية زاد الطين بلّة، فهل يتعلّم حزب الله من أخطائه ويحاول ان يسيطر على عناصره؟