تاريخ 13 نيسان 1975 له دلالته في الروزنامة اللبنانية ويعني الكثير، وهو يلخص أوجاعاً كثيرة ومآسيَ وكلمات بجروح لا تزال في قلوبنا.
ولا يمكن هذه الجروح ان تتحوّل الا اذا اخذنا منها العبر.
وهذه العبر تدفعنا الى الحث على ضرورة إحالتها الى أمر ايجابي. ويكون طي صفحة الحرب انطلاقاً من هذه العبر العميقة التي طبعت مجتمعنا بعدم التكرار وعدم الانزلاق نحو الصراعات العبثية.
نحن الذين اختبرنا 17 عاماً من التقاتل العبثي ما جعل هذه الاوجاع والالام اساساً لأخذ المبادرة والعمل على تحصين السلم الأهلي الذي يفرض على كل منا اهمية بناء الطمأنينة وعيش الفرح من اجل اجيال تنمو وتكبر في بلد يحلو العيش فيه.
ان الحرب العبثية انتهت ولكن اذية ذيولها لا تزال ماثلة في بعض الملفات، مثل ملف المخطوفين وملف عدم طي المشاكل الحقيقية التي استشرت زمن الحرب وابرزها الفساد.
وبعض هذه الملفات يتعايش مع يومياتنا كقضية النفايات والقمح والطحين والرغيف، والاهم تعطيل المؤسسات.
فالخطر يطال الديموقراطية في لبنان لوجود فراغ رئاسي من مجلس تشريعي ممدد له، ومن خلال تعطيل السلطة التنفيذية.
وأمام هذا المشهد، أردنا في الذكرى ان نسلط الضوء على الخير في لبنان والارادة في طي صفحات لا تشبه مجتمعنا الذي يمتاز بأنه كنز بشري حضاري تَشكل على مر العصور.
وعلينا انجاح هذا النموذج اولا لانفسنا، وثانيا للمنطقة المحيطة بنا، وثالثا للبشرية وخصوصا الدول التي تتخبط في ادارة تنوعها.
لبنان ليس الصورة الفاشلة والعاجزة للسياسيين فحسب، انما ايضا لبنان الصورة الخيرة والبهية والجميلة لمجتمع متماسك ومتضامن ومتعاضد.
وعلينا جميعا ان نبنيه ونعمل معاً لجعله حقيقة بعيدة من كل المصالح الضيقة والشخصية.
فلبنان الآتي هو لبنان القيَم والغني بتنوعه ضمن الوحدة والمبني على المحبة والتسامح والاحترام والبعيد عن الطائفية والمذهبية والزبائنية، ولبنان القوي بايمانه وقيمه الدينية والثقافية.
ملحم خلف
المصدر : النهار