زار رئيس مجلس النواب رئيس الاتحاد البرلماني العربي نبيه بري شيخ الأزهر أحمد الطيب صباح اليوم، ودار الحديث حول التطورات العربية والإسلامية، وكانت وجهات النظر متفقة على وجوب درء الفتنة وتعزيز الحوار لمواجهة التحديات القائمة.
وقال بري بعد اللقاء: "تشرفنا بزيارة فضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر وكانت جلسة بدأناها بالتذكير بزيارة الامام موسى الصدر لهذا الصرح ذات يوم الذي ينطلق الاعتدال منه وفكرة الدين القويم وعلى الصراط المستقيم والصريح. وكانت مناسبة لان أنوه بكل قوة بما يصدر عن الامام الأكبر من تعاليم وبيانات لا سيما حول حقوق الانسان وما يتعلق بالاجتماعات المتكررة التي تشمل جميع الأديان. واستعرضنا الحوار في لبنان وباركه سواء كان بين حزب الله وتيار المستقبل او بين جميع اللبنانيين. وكانت مناسبة لأوجه اليه دعوة لزيارة لبنان ووعد بدرسها او تلبيتها ان شاء الله. وكانت هناك جولة حيال كل ما يصدر وما يلحق بين المسلمين وخصوصا في العالم العربي ومحاولة إيجاد الفتنة بين المسلمين أنفسهم سواء في العراق وسوريا وفي اكثر من بلد. واتفقنا على ان المستفيد الاول والأخير لما يحصل هو اسرائيل لا اكثر ولا أقل".
سئل: أنتم اليوم على رأس الاتحاد البرلماني العربي، فيكف يمكن التكامل بين التشريع العربي والشريعة الاسلامية لمواجهة التطرف والإرهاب؟
أجاب: "يتجه عملنا اكثر نحو العمل السياسي، ولا خلاف حقيقة لما يحصل في العالم العربي بالنسبة الى الدين، ولا يوجد ما اسمه دين سني او دين شيعي، بل يوجد دين اسمه الدين الاسلامي، وتوجد مذاهب مختلفة في الآراء وتكون احيانا سياسية وغير سياسية، وهذا لا يفسد في الود قضية ولا يفسد في حقيقة اننا كلنا ننتمي الى اسلام واحد موحد، ونقول نشهد ان لا اله الا الله ومحمد رسول الله".
سئل: هل عولتم في هذه المحادثات على دور للأزهر الشريف على صعيد الحوار بين الدول المتنازعة في المنطقة؟
أجاب: "طبعا هذا الشيء الأساسي وهو يعمل عليه. وكان صدر عن الأزهر بيان وهو منظومة عن الحريات الاساسية، اضافة الى بيان يتعلق بدعم إرادة الشعوب العربية، وهو يعتبر شبه ميثاق ودستور في هذا المجال".
التلفزيون المصري
وفي حديث الى التلفزيون المصري، سئل بري عن دوره كرئيس للبرلمانات العربية في حل نزاعات الوطن العربي، فأجاب: "تعلمون ان ما يحصل في العالم العربي أمر لا يصدق ولو أتى شخص وتكلم عما يجري قبل خمس سنوات لقلنا انه أصيب بمس جنون. ان الذي يحصل يؤخذ ذرائع معينة في سبيل فوضى خلاقة نجح القيمون عليها في نشرها في عالمنا العربي حتى يكاد لا ينجو منها احد، من هو ناج فهو في خطر من وصول هذه الفوضى اليه. أنا اعلم كما ذكرت وقلت مرارا، ان للحكومات ضرورات وللانظمة ضرورات لكن هذه الضرورات لا تتحكم بالدبلوماسية البرلمانية، تستطيع مجالس النواب والنواب وممثلو الشعوب ان يجروا اتصالات ليس بالضرورة ان تكون ضد حكوماتهم لكنها يمكن ان تساعدهم على ما يستطيعون هم القيام به، الدبلوماسية البرلمانية هي غير دبلوماسية الحقيبة السوداء، الدبلوماسية البرلمانية هي حقيبة بيضاء تستطيع ان تقوم بأي شيء".
أضاف: "على سبيل المثال، تبدأ الخطة بخلافات داخل الدول، بين أبناء الشعب الواحد، حتى ان العين تقاتل العين، في لبنان مثلا الدبلوماسية البرلمانية استطاعت ان توجد بين الافرقاء حوارا قد لا يؤدي الى النتائج التي نبتغيها الان من انتخاب رئيس للبلاد نحن بأمس الحاجة اليه، لكنها على الأقل تجعل البلد واللبنانيين في حالة من الأمان ريثما نستطيع الوصول الى هذا الهدف، بدلا من ان نحرق البلد ونحرق أنفسنا وفي الوقت نفسه لا ننتحب رئيسا. على الأقل مطلوب حياة شبه عادية ريثما نصل الى انتخاب رئيس".
وقال ردا على سؤال عن عمل الاتحاد البرلماني العربي: "اذا استطعنا ان نوجد خطة عمل وتحركا كما نبتغي وان يكون هناك أسلوب عمل جديد للاتحاد، نكون بذلك قد خطونا خطوات كبيرة. وأقول كلنا في خطر الإرهاب التكفيري وكل هذا الإرهاب يغطي ارهاب الدولة الذي تقوم به اسرائيل وهذا هو الإرهاب الحقيقي ومع الأسف لقد تناسيناه جميعا ونسيان قبلتنا الاساسية فلسطين".
الاتحاد البرلماني
وبعد الظهر، ترأس بري الجلسة الختامية للاتحاد البرلماني العربي بعد ان أنجزت اللجان المختصة وخصوصا السياسية، البيان الختامي للمؤتمر الذي تبنى توجه بري بوجوب "ديبلوماسية برلمانية على تشجيع الحوار بين الأقطار العربية والمكونات الداخلية لكل بلد عربي توصلا الى حلول المشكلات القائمة والصراعات الداخلية".
وأكد البرلمانيون العرب في شأن لبنان على الآتي:
"- دعم لبنان لتمكينه في استكمال تحرير ارضه وتنفيذ كل مندرجات قرار مجلس الأمن 1701 وكذلك ترسيم حدوده البحرية.
- دعم لبنان لمواجهة الاستحقاقات المترتبة على أزمة نزوح الشعب السوري الشقيق وما وفد اليه من مخيمات سوريا من الأشقاء الفلسطينيين، اضافة الى المخيمات الفلسطينية الموجودة فيه، مسبقا.
- دعم لبنان لاستعادة عافيته وتجاوز الضغوط السياسية والاقتصادية عبر اتخاذ استحقاقاته الدستورية وفي الطليعة انتخاب رئيس للجمهورية وإطلاق آليات التشريع وخصوصا صوغ قانون جديد للانتخابات التشريعية.
- دعم الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية بالسلاح والعتاد لمواجهة الإرهاب على حدوده الوطنية وعلى حدود مجتمعه".
وأكد البرلمانيون العرب على "وحدة سوريا أرضا وشعبا والرفض بشدة أي طروحات عن فيديرالية او غيرها من أشكال التقسيم ودعم الحوار الجاري بين المكونات السورية توصلا الى حلول سياسية بناء على قرارات مجلس الأمن وتفاهمات دولية".
وجدد البيان الختامي التأكيد ان "القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الاولى للأمة العربية، وان لا سلام ولا استقرار في الشرق الأوسط من دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ينهي الاحتلال الاسرائيلي ويؤدي الى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس، والتآكيد على القرار الدولي 194 الخاص بحق العودة".
وأيد البرلمانيون العرب اقتراح بري تشكيل لجنة برلمانية خاصة لدعم صمود الشعب الفلسطيني برئاسة مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم.
ودعا الى "مواجهة الإرهاب التكفيري الذي تمدد في شتى ارجاء الوطن العربي"، مشددا على "ضرورة التمييز بين الإرهاب وحق الشعوب في المقاومة من اجل تحرير أراضيها من الاحتلال واستعادة حقوقها المشروعة".
ورأى البيان ان "إرهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل والإرهاب التكفيري الدموي الذي يستهدف الأقطار العربية هما وجهان لعملة واحدة".
بري زار شيخ الأزهر وترأس اختتام المؤتمر البرلماني العربي
بري زار شيخ الأزهر وترأس اختتام المؤتمر البرلماني...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
486
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro