بعدما كثر التأويل خلال الساعات الأخيرة حول ما إذا كانت الحكومة ستلتئم غداً تحت وطأة تزايد منسوب التشكيك في انعقادها ربطاً بأزمة جهاز أمن الدولة، أكدت مصادر حكومية لـ«المستقبل» أنّ مجلس الوزراء سينعقد في الغد بناءً على الدعوة التي وجهها رئيس المجلس تمام سلام وتبلّغها الوزراء السبت، مع إشارتها في الوقت نفسه إلى أنّ ملف أمن الدولة لا يزال يراوح مكانه في ضوء عدم إحراز الاتصالات والمشاورات الجارية بشأنه أي تقدم.

وعشية انعقاد الحكومة على نية استكمال مناقشة بنود جدول أعمال الجلسة السابقة التي تتضمن ملفات أمنية حيوية تشمل مسألة تعزيز أمن مطار رفيق الحريري الدولي وإقرار الاعتمادات المالية اللازمة لقوى الأمن الداخلي والأمن العام، برز في سياق متصل بأمن المطار نبأ توقيف موظفين لبنانيين في إحدى شركات الخدمات العاملة فيه بعد اكتشاف تورطهما بإجراء اتصالات مع جهات إرهابية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية «أ. ف. ب.» عن مصدر أمني لبناني تأكيده «العثور على آثار مواد متفجرة في سيارة أحدهما وضبط مسدس بحوزة الآخر».


وإذ توقف النقاش في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة عند نقطة رفض بحث أي بند قبل بت ملف جهاز أمن الدولة، أكد وزير السياحة ميشال فرعون لـ«المستقبل» أنه لا يعارض استكمال بحث البنود الأمنية والمالية الواردة على جدول الجلسة سيما منها ما يتعلق بالأمن الداخلي والأمن العام، على أن يليها مباشرة الخوض في مشكلة أمن الدولة. وقال: «سبق وأثرت هذه المشكلة منذ قرابة السنة ونصف السنة، لكنها اليوم أصبحت أصعب وأكثر تعقيداً»، نافياً مقاربتها من «منطلقات طائفية» إنما من زاوية وجوب إنصاف هذا الجهاز وضرورة صرف مستحقاته المالية أسوة بالأجهزة الأمنية الأخرى.

ورداً على سؤال، أوضح فرعون أنّ اجتماعه يوم الجمعة الفائت مع وزير المالية علي حسن خليل بخصوص ملف أمن الدولة «لم يصل إلى أي نتيجة»، مشيراً إلى أنه طرح خلال الاجتماع «عدة أفكار للحل» غير أنّ أياً منها لم يتبلور بعد.

وعن لقائه رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، اكتفى فرعون بالتأكيد على استمرار التواصل والمشاورات بين الجانبين للاتفاق حول سبل حل ملف جهاز أمن الدولة والتوصل إلى مقاربات مشتركة في هذا المجال على طاولة مجلس الوزراء.

بري

في الغضون، لفتت الانتباه أمس إشارة رئيس مجلس النواب نبيه بري من القاهرة إلى رصد بصيص «أمل في آخر النفق» الرئاسي، آملاً في الوقت عينه ألا يكون هذا الأمل «سراباً يحسبه العطشان ماءً»، كما قال في الكلمة التي ألقاها خلال ترؤسه جلسة افتتاح مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في مقر جامعة الدول العربية.

ولاحقاً في معرض رده على أسئلة عدد من مراسلي وسائل الإعلام العربية واللبنانية، شدد بري في الملف السياسي على أنه «لا يمكن حصول الإصلاح والتغيير بالقوة» في لبنان. أما في الملف الأمني فأكد أهمية الدور الذي يلعبه الجيش اللبناني في حماية الحدود الشرقية والشمالية بالإضافة إلى دوره إلى جانب قوى الأمن الداخلي والأمن العام في حماية الداخل بمواجهة الإرهاب.