في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها، قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بزيارة إلى الجامع الأزهر في القاهرة واستقبله شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب، حيث تناول اللقاء عدداً من قضايا الأمتين العربية والإسلامية وسبل مواجهة التطرف والإرهاب.

وخلال اللقاء، دعا الملك سلمان والشيخ الطيب الأمتين العربية والإسلامية إلى الوحدة، خصوصاً في ظل التحديات الراهنة التي تستهدف الأمة وتسعى إلى تمزيق وحدتها، مؤكدين على أهمية استمرار التعاون والتكاتف بين المملكة والأزهر للحفاظ على الثوابت الدينية ونبذ الفكر المتطرف.

وشدد الجانبان على أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من تكثيف الجهود والتنسيق المشترك بين الطرفين لنشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش المشترك، مؤكدين أن المملكة والأزهر يد واحدة في مواجهة الإرهاب .

وعقب جولة داخل الجامع الأزهر، اطلع العاهل السعودي على أجزاء من مشروعات ترميم الجامع الأزهر وعناصره المختلفة، كما اطلع على صور تبين تصاميم وعناصر مشروع إعادة تأهيل جامع ومشيخة الأزهر الأثرية، الذي بدأ العمل فيه بمبادرة من الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، كذلك اطلع الملك سلمان على مجسمات للمشروع واستمع إلى شرح وافٍ عما يتضمنه المشروع من مبانٍ سكنية وتعليمية.

بعد ذلك وضع الملك السعودي الحجر الأساس لمدينة البعوث الإسلامية التي تشمل مجمعات سكنية ومرافق خدمية وتعليمية لطلبة الأزهر، وقال «على بركة الله، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين في الأزهر، ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا لخدمة الأزهر لأنه من مساجد الله التي يُعبد فيها الله ويُدرس فيها الإسلام، ونرجو التوفيق إن شاء الله، وندعمهم بكل ما يلزمهم إن شاء الله».

ورافق العاهل السعودي خلال زيارة الجامع الأزهر الأمراء والوزراء أعضاء الوفد الرسمي المرافق خلال زيارة العاهل السعودي الحالية إلى مصر. وأكد الشيخ الطيب أن الأزهر الشريف يقدر الدور الكبير الذي تقوم به المملكة مع أشقائها العرب تجاه أمن ووحدة أمتنا العربية والإسلامية، بما يسهم في إرساء دعائم السلام والتعايش المشترك، فيما أشاد العاهل السعودي بجهود الأزهر الشريف في نشر الفكر الوسطي ومحاربة التطرف والإرهاب، حسبما قال بيان للأزهر حول زيارة العاهل السعودي.

وعقب وضع الحجر الأساس لمدينة البعوث الإسلامية، أمر العاهل السعودي باستكمال المدينة لتستقبل وافد من دولة حول العالم للدراسة في الأزهر الشريف، حيث من المقرر أن تستهدف المرحلة الأولى منها 5000 آلاف وافد، فيما تكفل الملك سلمان بالمرحلة الثانية التي تشمل 35000 وافد.

وذكر موقع الأزهر أن عدداً من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين حضروا تلك الاجتماعات، منهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.

وفي خطوة رمزية لافتة، أهدى العاهل السعودي شيخ الأزهر كسوة الكعبة المشرّفة. 

وأصدر الشيخ أحمد الطيب قراراً بتوثيق الزيارة رسمياً ووضع الكسوة بالجامع الأزهر بمناسبة زيارة الملك السعودي التاريخية إلى مصر.

وفي سياق آخر، قال بيان لمجلس الوزراء المصري صدر بعد يوم من توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع السعودية إن جزيرتي تيران وصنافير الموجودتين في البحر الأحمر تقعان في المياه الإقليمية للمملكة.

وجاء في البيان «أسفر الرسم الفني لخط الحدود... عن وقوع جزيرتي صنافير وتيران داخل المياه الإقليمية للمملكة العربية السعودية«. وأضاف البيان «الجدير بالذكر أن جلالة الملك (الراحل) عبد العزيز آل سعود كان قد طلب من مصر في يناير 1950 أن تتولى (مصر) توفير الحماية للجزيرتين، وهو ما استجابت له وقامت بتوفير الحماية للجزر منذ ذلك التاريخ«.

وجاء في البيان «كان التوقيع على اتفاق تعيين الحدود البحرية بين البلدين إنجازاً هاماً من شأنه أن يمكّن الدولتين من الاستفادة من المنطقة الاقتصادية الخالصة (المعينة) لكل منهما بما توفره من ثروات وموارد تعود بالمنفعة الاقتصادية عليهما«.

ومضى البيان قائلاً «سيتم عرض اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية على مجلس النواب لمناقشتها وطرحها للتصديق عليها طبقاً للإجراءات القانونية والدستورية المعمول بها«.

ووقعت مصر والسعودية اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بينهما الجمعة بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك سلمان الذي يقوم بزيارة رسمية لمصر تستمر خمسة أيام.

ووقع الاتفاقية عن الجانب المصري رئيس الوزراء شريف إسماعيل وعن الجانب السعودي ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان.