عندما تبدأ الشقوق في الظهور؛ فهذا يعني أن شيئاً ما في طريقه لانتهاء صلاحيته، وليكن فنجان قهوتك المفضلة أو زجاج سيارتك الأمامي. ولكن هذا قد يتغير، فقد قام فريق من العلماء في المملكة المتحدة بتطوير نوع من البلاستيك يمكنه الالتئام الذاتي في درجة حرارة الغرفة، فيضمد أو يصلح الشقوق والانقسامات.
وتبعث المادة الجديدة الأمل في مجال الأجهزة الطبية والأجهزة المستخدمة في زراعة الأعضاء، كما بإمكانها مقاومة التلف لمدة أطول، ما يُجنب إجراء المزيد من الجراحات والعلاج، بحسب صحيفة دايلي ميل البريطانية، الجمعة 8 أبريل/ نيسان 2016.
ويقول فريق يتألف من كيميائيين ومهندسين من جامعة أكسفورد وجامعة ريدينغ، إن المادة لديها الخواص الميكانيكية نفسها للالتئام الذاتي، وتعمل في درجات حرارة منخفضة تصل إلى 37 درجة مئوية (98.6 درجة فهرنهايت)، وهي نفس درجة حرارة جسم الإنسان.
فالمادة المُطوّرة بإمكانها إعادة ترتيب جزيئاتها في حالة القطع، والتدفق كسائل من شأنه إغلاق أي ثغرات أو خدوش لتصلح نفسها خلال ساعتين فقط.
تجارب واختباراتفي الاختبارات التي أجراها الباحثون، قال الفريق إن أداء المادة كان الأفضل بين المواد التي تتمكن من الالتئام الذاتي في درجات حرارة مُنخفضة؛ مثل اللدائن والمواد الهلامية.
وبحسب الفريق؛ فإنه من الممكن إيجاد استخدامات لها في المجال الطبي، مثل الجلد الاصطناعي أو المواد اللاصقة التي تستخدم في الجراحات التجميلية.
وقد أظهرت المادة قدرتها على الالتئام الذاتي في التجارب التي أجراها الفريق البحثي على جلد الجنزير “وهو بديلٌ ملائمٌ خلال التجارب عن الجلد البشري”، لذا؛ فإن هذا يعني أنه من الممكن إيجاد استخدامات لهذه المادة في التئام الجروح أو لعلاج أي ضرر ناجم عن التمدد أو التمزق الشديد.
وبالإضافة إلى ذلك، فالمادة المُطوّرة ليست سامة؛ لذلك من المحتمل أن تكون أساساً للمكونات الطبية وجراحات الزراعة، كما بالإمكان استخدامها في العمليات الجراحية لتساعد على التئام الجروح الداخلية، وتتحلل بالنحو الذي تُشفى به الأنسجة.
مادة مأمونة صحيًّاوقال البروفيسور واين هايز، المتخصص بمجال الكيمياء العضوية في جامعة ريدينغ وقائد الفريق البحثي “عملنا يُظهر أن هذه المادة الجديدة لا تقوم بإصلاح نفسها فحسب في درجة حرارة الجسم، بل هي أيضاً ليست سامة، لذا فهي مادة مثالية للاستخدام في إجراءات الرعاية الصحية.
وأضاف “بإمكان تلك المادة الإبقاء على حاجز مُعقم كجزء من ضماد الجروح، في الوقت الذي تقوم فيه بالإصلاح والتجديد المستمر لذاتها، مما يقلل من الحاجة لاستبدالها.
وتابع “حتى أنه من الممكن أن تتكيف مع التحلل الطبيعي بمرور الوقت، على غرار تحلل الغرز الجراحية، مما يجعلها مُناسبة للاستخدام الداخلي في الجراحة فضلاً عن استخدامها في تغطية الجروح”.
ليست للمجالات الطبية فحسبوبحسب النتائج التي نشرتها صحيفة Chemical Science، من الممكن استخدام المادة الجديدة فيما هو أبعد من التطبيقات الطبية؛ فهذا النوع من المواد يمكن أن يُستخدم في طلاءات الإصلاح الذاتي للسيارات لمقاومة الخدوش، أو في الأدوات الاستهلاكية، مثل الهواتف الذكية”.
محاولات سابقةوكانت مجموعات أخرى من الباحثين قد اكتشفت مواد بلاستيكية لديها خاصية الالتئام الذاتي لأغراض طبية؛ حيث إنه في عام 2014، أعلن باحثون من جامعة إلينوي عن تطويرهم لمادة بإمكانها الالتئام الذاتي عن طريق محاكاة الطريقة التي يتجلط بها الدم في الجسم.
وباستخدام ألياف مُصنعة خصيصاً وقابلة للتفكك، تمكن العلماء من صناعة مواد تشبه شبكات الأنابيب، مستوحاة من الدورة الدموية.
تتكون كل وحدة من المادة المتجددة من أنبوبين متجاورين متوازيين من شأنهما التصرف مثل الشعيرات الدموية في الجسم، وهي الأوعية الدموية الصغيرة التي تنقل الخلايا في جميع أنحاء الجسم.
وتمتلئ هذه الأنابيب بالمواد الكيميائية المتجددة التي تصب في فجوة البلاستيك في حالة حدوث ضرر، ويُشكل مزيج السائلين مادة هلامية، تمتد لسد الفجوة الناجمة عن الضرر، بملء الشقوق والثقوب.
وعندما تتصلب تلك المادة الهلامية، تتحول إلى ما يُعرف بـ”بوليمر” قوي، وتستعيد قوة البلاستيك وهيكله.
كما أشارت صحيفة دايلي ميل إلى مادة معدنية قادرة على الالتئام الذاتي، وهي بوليمر مصنوع من الإسفنج والمعادن، يعود إلى شكله الأصلي في درجات حرارة عالية.
ويقول الباحثون في جامعة كورنيل بشأن المادة، إنه من الممكن استخدامها في عدد من التطبيقات، مثل جناحي الطائرة، التي يمكن أن تغير شكلها، وحتى الجلد المرن للروبوتات.
ولكن؛ وبحسب البحث الجديد، فإن ذلك يتطلب درجات حرارة أعلى بكثير مما يتطلبه البوليمر، حيث إن درجة انصهار المادة المعدنية تبلغ 62.2 درجة مئوية (144 درجة فهرنهايت).
(هافينغتون بوست)