تقول مصادر في ٨ آذار إن الرئيس سعد الحريري اقتنع بأن «الترياق» الرئاسي لا يصنع في موسكو، وعادت الأمور بالنسبة إليه الى المربع الأول، حزب الله لن يتراجع عن موقفه من دعم الجنرال ميشال عون، الحوار مع الحزب حول هذه النقطة عبثي ولن يؤدي الى أي نتيجة، الانتظار ريثما تحسم ملفات المنطقة هو سيد الموقف في هذه المرحلة، وبالتالي ملء هذا الفراغ بالنسبة للحريري الآن ينحصر في مهمتين: الأولى استعادة الشارع السني عبر ترتيب تحالفات موضوعية في أكثر من منطقة، ويأمل من خلال نتائج الانتخابات البلدية أن يعيد تظهير الغالبية السنية التي يحتاجها في احتكار التمثيل السني.
أما المهمة الثانية فلا تقل أهمية عن الأولى، وتتمثل بإظهار ضعف التحالف العوني القواتي في قدرته على تمثيل المسيحيين، وثمة تركيز جدي على ضرب رقم ٨٦ % الذي طالما تغنت به قيادتا الحزبيين المسيحيين، في هذا السياق تشير أوساط مسيحية وازنة الى أن تيار المستقبل يضع ثقله في المناطق المشتركة مذهبيا للتأثير في القدرة التمثيلية لـ«القوات» و»التيار»، ويمارس ضغوطا على حلفائه المسيحيين في ١٤ آذار، لنسج تحالفات تتجاوز الخلافات التاريخية والعائلية في بعض المناطق، لمنع تحالف «الثنائي المسيحي» من تحقيق نتائج باهرة في هذا الاستحقاق، وهذا الأمر يحصل في أكثر من منطقة مع المسيحيين المستقلين، وكذلك مع حزب الكتائب.
ليبانون ديبايت