ما كان ينقص المواطن اللبناني إلا قضية شبكة الدعارة في المعاملتين، وتوقيف إحدى أخطر شبكات الإتجار بالبشر، حتى ينسوا أزماتهم المستشرية من سياسية، إقتصادية، بيئية، صحية وحتى وطنية وفنية.
ووسط هذا الإنجاز الأمني، تكثفت الردود والتحاليل، غير أن الأكيد أن فك أسر فتيات خضن كل وجوه التعذيب الداعشية لم ينتهِ بعد، والملف لم يُقفل حتى الساعة، ولن يُقفل في المدى القريب.
"شي موريس" و"سيلفر" ليسا إلا فاتحة أمنية لمحاولة القضاء على أنواع متشعبة من الجرائم الجنسية، في مناطق متعددة، وأبرزها تلك الممتدة من جونية وصولاً إلى جبيل، مروراً بنهر الكلب، المعاملتين، الصفرا والبربارة، بحسب ما أفاد مصدر أمني "لبنان 24".
ويصل عدد منازل الدعارة التي تمّ رصدها بدقة في الفترة الأخيرة إلى 13 ملهى، ويتراوح عدد الفتيات داخل كل منها 15 في "البيوت" الصغيرة، ويصل الى 60 في المنازل الاكبر، ومنهن من تعملن بإرادتهن، في حين يتمّ تشغيل الأخريات بالقوة. مع الإشارة إلى أن جميع المحال لا تملك أي ترخيص، ولا تخضع لأي مراقبة.
وهذه الملاهي تختلف أشكالها، فمنها يحتوي على "صالة عرض" (بحسب التعبير القانوني) للفتيات، وغرف لممارسات الدعارة، وتكون الفتيات في داخلها، ومنها مخصص للغرف فقط، أي تنقل إليه الفتيات من ملاهٍ أو أماكن أخرى للممارسة.
وعلم "لبنان 24" أن أحد المنازل التي تحتوي على صالة عرض وغرف للدعارة، وفيها 50 فتاة، تم إخلاؤها الأسبوع الماضي، إذ تعود ملكيتها لشخص أوقف سابقاً. أما مالكو أوكار الدعارة هذه، فهم ز.ح.، ج. ا.، ط. ه.، ا. ج.، ب.ا. وع. ح.، وكلهم لبنانيون باستثاء واحد وهو سوري ملقب بـ"أب فادي".
وتشير المصادر الأمنية إلى أن "العمل ما زال في بدايته، والتروي هو الأهم، خصوصًا بعد الضجة التي أثيرت مع إقفال "شي موريس" و"سيلفر"، ما زاد من خوف منازل الدعارة الأخرى، وهم يحاولون أخذ احتياطاتهم اللازمة"، وأكدت أن "لبعض الأماكن حراسة مشددة ومسلحة، كما أن البعض يعمل على نقل الفتيات وتغيير اماكنهن"، مشددة على أن "الامور تحت السيطرة والمراقبة".
لبنان 24