أصدرت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي طوني لطوف حكماً على الوزير السابق ميشال سماحة قضى بإنزال عقوبة الإعدام لسماحة وتخفيفها الى السجن 13 سنة مع الأشغال الشاقّة وتجريده من الحقوق المدنية.
هذا القرار الذي أعاد إلى المحكمة العسكرية هيبتها بعد أن كانت سابقًا مخترقة من قبل حزب الله علق عليه رئيس رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عبر "تويتر"، قائلا : " الإرهابي سماحة يعود اليوم إلى السجن وهو المكان الطبيعي لكل من يخطط لقتل الأبرياء وجر لبنان إلى الفتنة والاقتتال الأهلي"، وأضاف الحريري: "يثبت الحكم على سماحة أن المتابعة القضائية والشفافية مع الرأي العام هي الطريق الصحيح للعدالة بعيداً عن المزايدات والتصرفات السياسية الهوجاء".
هذا التعليق الذي جاء فور صدور الحكم تلاه موجة من التعليقات للسياسيين المؤيدين لهذا الحكم وبالطبع كان لرئيس حزب التوحيد اللبناني وئام وهاب نكهته الخاصة في التعليق والإعتراض على هذا القرار فغرّد قائلًا " عمل سماحه دنيء ومرفوض ولكن الحكم عليه سياسي وصدر تحت الضغط ولو أكمل القضاء باتجاه ملفات الفساد لا يبقى أحد خارج السجن"
فبعد البلبلة التي أثارتها سابقا محكمة التمييز العسكرية في الشارع اللبناني عندما قررت في 14 يناير بالإجماع إخلاء سبيل سماحة بكفالة مالية عالية بلغت 150 مليون ليرةعلى أن يحاكم وهو مخلى السبيل. ها هي اليوم تعيد التوازن إليه بعدما حكمت على مجرم كاد أن يحول لبنان إلى رماد متناثر على جثث قتلى الطائفية وما تم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي بما يتعلّق بهذا الموضوع من اتفاق مع المحكمة العسكرية على هذا الحكم يدل على ان لبنان وأخيرا بات يتحرر رويدا رويدا من قيد الدويلة فضلا عن تسليط الضوء على بصيص أمل يحمل في طياته فكرة أن لبنان ما زال بخير.
لكنّ ماذا عن الأشغال الشاقة؟ هل هي فعلا شاقة او شيقة ؟
بالطبع "للواسطة" في لبنان "فعلها" فهي الحاكمة والتي يخضع لها الجميع ومن رأى الصور السابقة التي انتشرت لسماحة أثناء التحقيق معه يعلم جيّدا أن الأشغال التي حكم عليه بها هي أشغال شيّقة فقط.
وفي هذا السياق علينا أن نهنىء سماحة على الحكم الذي ناله لأن من يتأمن له البيتزا والدخان والمناقيش والطبابة مجانا في السجن سيكون أفضل حالا من الشخص الذي يرى الحرية المقيّدة بروائح النفايات والموت على ابواب المستشفيات.