لم تخف مصادر سياسية لبنانية واسعة الاطلاع خشيتها من ملامح تهميش الأزمة الرئاسية التي تبدو متجهة أكثر فأكثر نحو المجهول، في ظل الإنسداد الداخلي وتكثف العوامل الخارجية التي لا تفسح للآمال المعلقة على مداخلات إقليمية ودولية بحيث تشق الطريق لاختراق ينهي واقع الفراغ الرئاسي والشلل المؤسساتي في لبنان.
وتخوفت المصادر في هذا السياق من جولة إشتباكات سياسية جديدة بعد 20 نيسان الجاري، وهو الموعد المقرر لجولة الحوار الوطني المقبلة على خلفية الانقسام السياسي حول مسألة انعقاد جلسات التشريع لمجلس النواب التي يضغط رئيس مجلس النواب نبيه بري للشروع في عقدها قبل بدء جولات الإنتخابات البلدية والإختيارية المقررة في أيار المقبل.
ولفتت المصادر نفسها الى ان التوتر المتصاعد حول الأزمة الرئاسية سيرخي ذيوله الثقيلة على موضوع التشريع تماما كما حصل العام الماضي، وربما أكثر حاليا لان القوى المسيحية التي تتجمع حول موقف متحفظ من عقد جلسات التشريع بداعي عدم جواز عقدها قبل إنتخاب رئيس الجمهورية تبدو متصلبة اكثر من السابق وإن لحسابات تختلف بين الواحدة والأخرى، فيما لا تبدو واضحة بعد مواقف القوى الاساسية الاخرى من هذه القضية.
وتخشى المصادر ان تثير تلميحات نسبت الى الرئيس بري بأنه سيعتمد النصاب القانوني لا الميثاقي في عقد جلسات تشريعية، اي بأكثرية النصف زائدا واحدا مهما كان الحضور النيابي لجلسات كهذه، الى استنفار اوسع للرفض المسيحي لهذه الجلسات، بما يزيد الواقع السياسي تأزما خصوصا ان الانقسام الحاد بين القوى المسيحية حول الأزمة الرئاسية يتسبب بمزيد من المزايدات في ما بينها.
واشارت المصادر، الى انه في وقت يستبعد الجميع ان تؤدي الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبيروت في 16 نيسان الحالي الى تحقيق أي اختراق فعلي في الأزمة الرئاسية ، لم تبرز واقعيا نتائج ملموسة في المسألة الرئاسية على الاقل للزيارة التي قام بها الرئيس سعد الحريري لموسكو ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين ، بما يؤشر الى خلو جعبة اللاعبين الدوليين من عوامل التحرك او الاندفاع الفعلي نحو الأزمة اللبنانية، ولو ان ذلك لا يقلل اهمية زيارة هولاند لبيروت ولا لقاء بوتين مع الحريري.
بل ان المصادر لاحظت انه قد يكون من نتائج عودة الحريري مرتاحا الى لقائه وبوتين ، ان النائب المرشح سليمان فرنجية عاد يرفع وتيرة تمسكه بالترشح في مواجهة العماد ميشال عون ، بما يعني ان معادلة المرشحين عون وفرنجية مستمرة بلا حسم عنوانا لأزمة مرشحة للتمدد طويلا بعد. وفي ظل ذلك لن تكون المرحلة المقبلة الا محفوفة بمزيد من الاشتباكات السياسية داخل الحكومة والمجلس النيابي سواء بسواء، الامر الذي سيرتب نشوء مخاوف اضافية من تداعيات الازمات الداخلية والخارجية التي تحاصر لبنان.
واذ لفتت المصادر في هذا السياق الى الحملات اليومية التي يشنها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في ملفات الفساد والتي يوزع فيها سهامه في اتجاهات ومواقع سياسية وعسكرية وأمنية مختلفة، اعتبرت ان جنبلاط بما يمتلكه من سعة معطيات واستشراف يبدو كأنه يدرك ان الوقت الضائع السياسي مرشح لان يطول كثيراً، وقرر تبعا لذلك ان يملأه بإثارة الجانب الاشد تأثيرا حاليا في الواقع الداخلي مستعيضا عن معارك لا طائل منها في الأزمة الرئاسية بالتعامل اليومي المنهجي مع ملفات الفساد.
جولة إشتباكات جديدة بعد 20 نيسان الجاري
جولة إشتباكات جديدة بعد 20 نيسان...لبنان الجديد
NewLebanon
التعريفات:
|
عدد القراء:
1130
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro