لم تكذب صحيفة الشرق الأوسط حين أصدرت كاريكاتيرًا اعتبرت فيه أن دولة لبنان هي كذبة أول نيسان ولأنّ الحقيقة دائما ما تجرح سعى أنصار حزب الله وبيار حشّاش إلى تخريب المكتب للإنتقام علمًا أن الحشّاش نفسه اعترف عبر صفحة الفيسبوك أنه يعتقد ان لا دولة في لبنان إنما لا يظنّها كذبة.
ولأنّ زمام أمور البلد تتحكّم به دويلة الأحزاب، لم يتوقّع هذا الحزب أن يلقى ضربة قاضية من أقربائه تماما كما يفعل جنود النظام السوري بجنوده، فأعلنت مصر عن توقيف بث المنار عبر نايل سات المصرية.
وبعد أن انتقم الموالون لحزب الله بطريقة همجية من صحيفة الشرق الأوسط، توقفت قرار المنار عن البثّ وخسرت مشاهديها الذين تبلغ نسبتهم حوالي 70 بالمئة على نايل سات.
وربّما زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى مصر والتي جاءت بعد التهجّم على جريدة الشرق الأوسط كانت كردّة فعل على ما جنت يد جمهور تنظيم "حزب الله"، فطلب من مصر منع بث قناة المنار.
ولأن كلمة الملوك لا تعاد، رضخت نايل سات وسقطت المنار "شهيدة" أخطائها، ولأنّ شعلتها التي قيل انها لن تنطفىء، خفّ ضوءها فاستغلّت صحيفة الشرق الأوسط هذا الأمر لتنشر اليوم كاريكاتورا آخر يسخر من قناة المنار حيث يقف رجلا يحمل بيده ورقة مخطوط عليها خطاب نصرالله لكن لا محطات تنقل هذا الخطاب.
ورغم أنّ هذ الكاريكاتور من شأنه أن يشعل حربا تنتهي بإحراق مكتب جريدة الشرق الأوسط واحتجاجات كما حصل مع تلفزيون الجديد إلّا أن حاليا يبدو أن جمهور الحزب مشغول بما يحصل في حلب.