أقام المركز الإسلامي الثقافي التابع لجمعية المبرّات الخيرية ندوة فكرية في محافظة النجف الأشرف في العراق بعنوان "المنهجية المؤسسية عند المرجع السيد محمد حسين فضل الله.. المبرّات نموذجاً" بحضور عدد من علماء الدين والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين وناشطين مدنيين في المحافظة.
حاضر في الندوة مدير عام جمعيّة المبرّات الخيرية في لبنان الدكتور محمد باقر فضل الله، فقدّم عرضاً تفصيلياً حول جمعية المبرّات الخيرية والدور الذي تقوم به في خدمة الأيتام والفقراء مبيناً "دور المرجع فضل الله ومنهجيتة المؤسسية، وانتقالها من فضاءات الفكر إلى تجليات الواقع، فضلاً عن القيم التي تمأسس عليها العمل المؤسسي الخيري".
وقال الدكتور فضل الله: "المبرّات تأسست عام 1978 في لبنان وتطورت إلى أن وصل عدد الطلبة في مدارسها ومعاهدها إلى 22 ألف طالب وطالبة، أمّا الايتام الذين ترعاهم المبرّات في المؤسسات الداخلية فقد وصل عددهم إلى 4 آلاف. وهذا العمل لم يقتصر على لبنان فحسب لأن السيد فضل الله كان يفكر في العراق ايضاً، لذا تمّ بناء مبرّة ومدرسة الإمامين الجوادين في بغداد، وهي تعمل منذ خمس سنوات وتستقطب عدداً من الأيتام والطلاب، وسوف تمتد رعاية الأيتام لأكثر من منطقة في العراق".
وتابع "للجمعية اليوم 15 مدرسة أكاديمية و5 معاهد مهنية، و10 مبرّات للأيتام، ومستشفى، ومراكز صحيّة، ودار لرعاية المسنين، ومركز للتشخيص التربوي، ومراكز إسلامية وثقافية ومساجد. وخارج لبنان لدى الجمعية مدرسة في أميركا وأخرى في افريقيا. وفي العراق لدينا مبرّة للأيتام ومدرسة في الكاظمية، ولدينا مركز يقدّم خدماته لأكثر من 7000 عائلة من مساعدات مادية وعينية وصحية، وهناك 7 آلاف يتيم يكفلون من خارج المؤسسات و250 يتيم يكفلون داخل المؤسسات".
وتحدّث في الندوة أيضاً، مدير المركز الإسلامي الثقافي في بيروت الأستاذ شفيق الموسوي فقال: "المركز الإسلامي الثقافي هو دائرة من دوائر جمعية المبرّات الخيرية. والمركز أنشأه سماحة المرجع فضل الله عام 2000، ومن أبرز أعماله الثقافية إقامة الندوات الفكرية التي يحضرها نخبة من أهل الفكر والعلم في مواضيع تهمّ الأجيال المعاصرة، وكذلك إحياء المناسبات الدينية وإقامة الدروس الفقهية والعقائدية والأخلاقية يومياً، ودورات تعليم وتجويد وحفظ القرآن، وتنظيم دروس التفسير القرآني الأسبوعية، ونشر إصدارات فقهية وعقائدية وقرآنية ومفاهيم عامة متنوّعة، ناهيك عن إقامة دورات صيفية للفتيان والفتيات، فضلاً عن دروس محو الأمية للكبار".
وأضاف الموسوي: "يضمّ المركز مسجد الإمامين الحسنين الذي يتّسع لأكثر من عشرة آلاف مصلٍّ، وقد أعدّ لكي يحتضن صلاة الجمعة التي كان يؤمّها العلّامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله، وقد استمرت بإمامة نجله العلّامة السيد علي فضل الله، بالإضافة إلى صلاة الجماعة اليومية. وكذلك يضمّ قاعة الزهراء وهي تتّسع لأكثر من 1000 شخص، مجهّزة بالتقنيات الحديثة وحسب المواصفات عالية الجودة. وتحتضن القاعة عدداً من الأنشطة، من ندوات ثقافية ومؤتمرات، واحتفالات بالمناسبات الإسلامية، وأنشطة مسرحية هادفة. وهناك مكتبة سماحة السيّد محمد حسين فضل الله، وهي مكتبة عامّة تتضمّن أكثر من 100 ألف مجلّد بين كتب دينية وتربوية واجتماعية وثقافية عامة وموسوعات لغوية ضخمة، كما تتضمّن المكتبة قسماً يحتوي أجهزة كمبيوتر متطوّرة يقدّم من خلالها خدمة البحث عبر الإنترنت بالإضافة إلى خدمات البحث في البرامج الموسوعية المتنوّعة".
كما شارك في الندوة مديرة معرض الكتاب في شارع المتنبي في بغداد هبة المندلاوي فقالت "قمنا بالاطّلاع على واقع المبرّات والمؤسسات الخيرية في العراق، كما زرنا المبرّات الخيرية التي أسسها السيد فضل الله في لبنان، واكتشفنا منهجيتهم العالية في العمل الخيري، حيث أطلعنا على مؤسسة الهادي للإعاقة السمعية والبصرية واضطرابات اللغة والتواصل، وثانوية الكوثر.
ولدى الجمعية تنظيم عالٍ في رعاية الأيتام وكفالتهم، من صغرهم لحين تخرّجهم من الجامعات وتوفير فرص عمل لهم، وليس كلام وشعارات، وإنما عمل منظّم ومتّقن. والشيء الجيد في المبرّات أيضاً، هو الرعاية الكاملة من جميع النواحي لليتيم من السكن والطعام إلى الترفيه والتعليم".
وطالبت المندلاوي الحكومة العراقية والمؤسسات الخيرية العراقية "بالاستفادة من خبرة جمعية المبرّات الخيرية في لبنان وزيارة مؤسساتها والاطلاع الميداني على منهجيتهم في رعاية الأيتام وتطبيق ذلك في العراق، فليس رعاية اليتيم بالمال وحدها كافية لضمان مستقبل مشرق لليتيم وإنما انخراطه في دورة معرفية متكاملة من صغره لحين أن يصبح شاباً ويكون مؤهلا للعمل والنجاح في حياته العملية".