يزداد "حزب الله" شعوراً بالإحراج في الملف الرئاسي مع ارتفاع شعبية حليفه المرشح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية في الشارع الإسلامي وتحديداً السني، في مقابل انحسار التأييد لحليفه الآخر المرشح النائب ميشال عون رئيس تكتل "التغيير والإصلاح"، بعد نجاح رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري في الترويج لمرشحه فرنجية مناطقياً وإبرازه حالة التعاطف والتأييد التي يحظى بها أكثر من عون، ما يزيد من رصيده السياسي والشعبي لانتخابه رئيساً وهو ما يعمل عليه الحريري في اتصالاته الداخلية وتحركاته الخارجية التي كان آخرها زيارته روسيا.
وعُلم أن الموضوع الرئاسي شكل بنداً أساسياً في محادثات الحريري مع القيادة الروسية، في حين أن "حزب الله" بات في وضعٍ لا يُحسد عليه، في ظل تراجع حظوظ مرشحه عون، وهو ما جعله يدرس جدياً خيارات بديلة، إذا وصل إلى قناعة باستحالة السير بعون مرشحاً وحيداً للرئاسة، وبالتالي ما سيضطره في نهاية المطاف إلى القبول بفرنجية رئيساً أو ترك الأمور إلى مبارزة ديمقراطية في المجلس النيابي سيقبل الجميع نتيجتها.
وبحسب معلومات خاصة لـ"السياسة"، فإن "حزب الله" الذي يشعر أنه خسر معركة عون الرئاسية، يحاول أن يستمر في المناورة التي يتبعها على هذا الصعيد، ظناً منه أنه قد ينجح في إعادة تعويم مرشحه إذا ما وجد أن هناك ظروفاً داخلية وخارجية، قد تحول دون انتخاب فرنجية رئيساً، وهذا ما يدفعه إلى التمهل وأخذ وقته لحسم خياراته الرئاسية نهائياً.
ومع عودة الحريري إلى بيروت، أمس، بعد زيارته موسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، أشادت مصادر نيابية بارزة في "كتلة المستقبل" بنتائج هذه الزيارة وانعكاساتها على لبنان، مؤكدة لـ"السياسة" أن الحريري حض المسؤولين الروس على التدخل من أجل الإسراع في انتخابات رئيس جديد للجمهورية.
(السياسة الكويتية)