نشر موقع "الباب" تقريرا كشف فيه عن أسماء شخصيات عربية رسمية ورد ذكرها في وثائق بنما المسربة. ويكشف التقرير عن ورود أسماء شخصيات من مصر، والأردن، والعراق، والمغرب، والسودان، وسوريا، والإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر، في وثائق شركة "موساك فونسيكا" للمحاماة، ضمن ما أصبح يعرف بأكبر فضيحة للتهرب الضريبي وتبييض الأموال.

وذكر الموقع أن علاء مبارك، نجل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، ورد اسمه في الوثائق المسربة والخاصة بشرك "موساك فونسيكا" للمحاماة. ففي سنة 2011، أي بعد الإطاحة بمبارك، طلبت سلطات الجزر العذراء البريطانية من شركة "موساك فونسيكا" تجميد كافة حسابات شركة علاء مبارك، "بان وورلد".

وأضاف الموقع أنه قد تم تغريم شركة "موساك فونسيكا" مبلغا قدره 37.500 دولار، وذلك لتهاونها في التحقق من حسابات علاء مبارك الذي وُصف بأنه "عميل فائق الخطورة".

وأشار الموقع إلى امتلاك نائب رئيس الجمهورية العراقي السابق، إياد علاوي، شركات في بنما يتم إدارتها من لندن. وكان قد أنشأ شركة "إي أم أف" سنة 1985، وأصبح المالك الوحيد لأسهمها سنة 2000.

وأفاد الموقع بأن المكتب الإعلامي لعلاوي أكد أن الأخير هو المالك الوحيد لأسهم شركات "فوكس وود"، و"مون لايت" و"إي أم أف". كما أكد المكتب أن الغاية من شركة "إي أم أف" كانت اقتناء عقارات بالمال الشخصي لعلاوي، وذلك عقب محاولة اغتياله. وقال مكتب علاوي إنه قد تم دفع الضرائب، ولم يتم خرق القانون بأي شكل من الأشكال.

وذكر الموقع أن الوثائق المسربة تضمنت أيضا اسم "علي أبو الراغب"، الذي شغل منصب رئيس وزراء الأردن بين سنتي 2000 و2003. وكان أبو الراغب مديرا لشركة في الجزر العذراء البريطانية وفي جزر سيشل. كما يدير مع زوجته شركة "جار" للاستثمارات. وتمتلك الشركة حسابا بنكيا بأحد البنوك العربية في جنيف، إلا أنه تمّ تعطيل نشاط الشركة منذ آب سنة 2008.

وأضاف الموقع أن منير مجيدي، السكرتير الشخصي للملك المغربي محمد الخامس، ذُكر اسمه أيضا في أكثر من وثيقة. واستخدم مجيدي شركة في الجزر العذراء البريطانية لاقتناء قارب شراعي فاخر لصالح ملك المغرب. وكان منير مجيدي هو المنفذ لهذه الصفقة بصفته محامي شركة "أس أم سي دي"، التي استخدمت في هذه العملية، وفي عمليات أخرى منها منح قرض لشركة "لوجيماد" الواقعة في لوكسمبورغ.

وأفاد الموقع بأن رئيس وزراء قطر السابق، حمد بن جاسم آل ثاني، امتلك شركة في الجزر العذراء البريطانية وثلاث شركات أخرى في الباهامس. وتمكن عبر هذه الشركات من اقتناء أسهم ومساحات حتى ترسو سفنه في ميناء مايوركا الإسباني، كما تمكن من شراء يخت تقدر قيمته بحوالي 300 مليون دولار. لكنه أغلق هذه الشركات بعد عدة أعوام، وبدأ سنة 2011 استثمارات جديدة بمشاركة أمير قطر السابق.

وذكر الموقع أن الأمير السابق لدولة قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، امتلك شركة "أفروديل"، ولهذه الشركة حساب بنكي في لوكسمبورغ وأسهم في شركتين في جنوب إفريقيا. وكان الشيخ حمد أيضا المساهم الرئيسي في شركة "ياليس"، التي امتلك الشيخ حمد بن جاسم 25 في المئة من أسهمها.

كما ربطت الوثائق العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، بشركة "سافاسون" في لوكسمبورغ، لكن موقعه في الشركة لا زال غير واضح.

وتجدر الإشارة إلى أن "سافاسون" تملك أسهما في كل من شركة "فيرس" التي تم إنشاؤها في الجزر العذراء البريطانية سنة 1999، إلى جانب شركة "إنروو" التي حصلت على تمويل عقاري سنة 2009 بقيمة 26 مليون دولار، كما حصلت "فيرس" على 8 ملايين دولار، وقد تم استخدام هذه المبالغ لشراء منازل فخمة في لندن.

ونقل الموقع أن الملك سلمان حُدد بكونه "المستعمل الرئيسي" ليخت "إرغا"، الذي يحمل اسم قصر الملك في السعودية، وهذا اليخت مسجل في لندن من قبل شركة "كراسوس" الموجودة في الجزر العذراء البريطانية.

كما امتلك أحمد علي الميرغني، الرئيس السوداني بين سنتي 1986 و1986، شركة في الجزر العذراء البريطانية تدعى "أورانج ستار"، تمكن من خلالها من إبرام عقد استئجار شقة في لندن تقدر قيمته بأكثر من 600 ألف دولار. وقد قدرت ثروته التي حصل عليها من شركته بحوالي 2.72 مليون دولار.

وتضمنت الوثائق أقارب بشار الأسد، حيث كشفت الوثائق عن استخدام رامي مخلوف (ابن خاله) شركة "بولتر" للاستثمار في شركة اتصالات سورية مع مستثمرين أردنيين. وفي سنة 2002، أسس رامي شركة "سيرياتيل" الخاصة بخدمات الهاتف المحمول، حيث امتلك حوالي 10 في المئة منها في سوريا، ومنح ما يقارب 63 في المئة لشركته في جزر العذراء البريطانية.

وذكر الموقع أن المستثمرين المشاركين مع رامي في شركة "دركس" قاموا برفع قضية ضده في فيينا، حيث تملك شركته حسابا بنكيا فيه حوالي 2.6 مليون دولار. وليس هذا الحساب البنكي الوحيد، حيث لدى لشركة حساب آخر في جنيف.

كما كشفت الوثائق عن أن رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، خليفة بن زايد آل نهيان، يمتلك ما لا يقل عن 30 شركة تقع كلها في الجزر العذراء البريطانية، واستطاع من خلالها أن يشتري عقارات تجارية وسكنية في لندن، في مناطق راقية مثل كنسينغتون ومايفير، تقدر قيمتها بما لا يقل عن 1.7 مليار دولار.

(عربي 21)