ماذا يجري في مخيم عين الحلوة؟ وهل فلتت الامور مع غياب المرجعية السياسية والامنية مما دفع بقائد القوة الامنية الفلسطينية اللواء منير المقدح الى ابلاغ قادة الفصائل الفلسطينية بنيته الاستقالة من موقعه ما لم يتم رفع الغطاء عن المسلحين وتحمل الجميع مسؤولياتهم، خصوصاً ان مجموعة عين الحلوة الارهابية افشلت كل اتفاقات وقف النار.
واشارت معلومات ان المجموعة الارهابية بقيادتي بلال بدر واسامة الشهابي يقفان وراء التوترات في المخيم من اجل فرض منطقة امنية في المخيم للعناصر الارهابية وتحديداً في حيي الطوارىء والصفصاف مع الانتكاسات لداعش والنصرة في سوريا واحتمال لجوء عناصر الى المخيمات. ولذلك فشلت كل المحاولات لاعادة الهدوء وسقطت كل اتفاقات وقف النار، علماً أن عناصر من داعش والنصرة كانت قد غادرت المخيم الى سوريا للقتال الى جانب القوى الارهابية بدأت تعود الى المخيم.
واشارت مصادر فلسطينية الى فشل كل المساعي الهادفة لسحب المسلحين الاسلاميين من المناطق المتواجدين فيها، وبالتالي فان مخيم عين الحلوة امام وضع امني خطير حيث يدفع سكان المخيم ضريبة الصراع المسلح، حتى ان محاولات بعض الشبان للتحرك والنزول الى ساحات المخيم لوقف الاشتباكات، فشلت بعد ان تم اطلاق النار على الشبان واصيب سراج شريدي.
وبالتالي تؤكد المصادر الفلسطينية ان ما يجري ليس بريئاً، وان محاولات المجموعات الارهابية للسيطرة على حيي الطوارىء والصفصاف في عين الحلوة ليس بالجديد، ويستفيد هؤلاء الارهابيون من تراجع دور فتح المركزي والفصائل الفلسطينية بالاضافة الى غياب الرؤية الموحدة للفصائل للتعامل مع وضع المخيم ومع العناصر الارهابية.
وعقدت سلسلة اجتماعات للتهدئة ومنها اجتماع في منزل اللواء منير المقدح وتم الاتفاق على انتشار عناصر عصبة الانصار الاسلامية في منطقة الصفصاف لسحب المسلحين لكن المحاولات فشلت ثم عقد اجتماع آخر في مسجد النور الاسلامي، وتم تشكيل مجموعتين من القيادات الفلسطينية ذهبت واحدة الى مفرق بستان القدس والاخرى الى مفرق سوق الخضار وفشلت ايضاً، ومع كل محاولة للتهدئة كانت تعنف الاشتباكات ثم تتراجع وما تلبث ان تعنف مجدداً.
ما يجري في مخيم عين الحلوة امر خطير على امن مدينة صيدا، حيث واكبت القيادات السياسية الصيداوية الوضع وكذلك قادة القوى الامنية لضبط الوضع في المخيم خصوصاً أن عشرات العائلات الفلسطينية نزحت باتجاه المدينة، هذا مع العلم ان اتفاقاً لوقف النار تم ليلاً وقضى بانسحاب المسلحين وانتشار القوة الامنية.

ـ اللقاء المسيحي في بكركي غداً ـ

الى ذلك، يعقد صباح الاثنين في بكركي وبمناسبة عيد البشارة لقاء لرؤساء الطوائف المسيحية وسيتم البحث بالاستحقاق الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت وضرورة تحصين لبنان في مواجهة الارهاب واعادة اللاجئين الى بلادهم.

ـ فرنجية في طرابلس ـ

اما في الموضوع الرئاسي فكانت المحطة شمالية من خلال زيارة النائب سليمان فرنجية الى طرابلس واطلاق مواقف رئاسية من دارة مفتي طرابلس مالك الشعار غامزاً من قناة العماد ميشال عون دون ان يسميه عبر قوله: «ان الاقوى في طائفة، يمكن ان يكون خطيراً على لبنان ويمكن ان يكون هناك خطورة السير في هذا المبدأ»، مضيفاً «على رئيس الجمهورية ان ينبثق من بيئة ويكون مقبولاً من الجهات الاخرى»، لكنه اكد «ان اي شخص يتم التوافق عليه وحتى تضع بكركي مواصفات اخرى نحن معها»، واللافت ان وزراء ونواب تيار المستقبل كانوا في استقبال فرنجية.
اما على صعيد الانتخابات البلدية، ورغم التشكيك بعدم اجرائها وعدم حماسة الرئيس الحريري والنائب جنبلاط على اجرائها والخوف من حصد عون وجعجع البلديات المسيحية بعد اعلان تحالفهما وبالتالي بدء معادلات سياسية جديدة في البلاد، فان التحضيرات في المدن والقرى بدأت وتحديداً ضمن العائلات، خصوصاً ان الانتخابات البلدية يتراجع فيها نسبياً دور الاحزاب لصالح العائلات، وقد بدأت تظهر في المدن والقرى انقسامات داخل الحزب الواحد والعائلة الواحدة واللافت ان الانتخابات البلدية تأخذ الطابع المذهبي الطائفي خصوصاً بعد اعلان حزب الله وامل تحالفهما شيعيا، والمستقبل والجماعة الاسلامية سنيا، وجنبلاط وارسلان درزيا والقوات والتيار الوطني مسيحيا وبالتالي فان القوى السياسية ستحصد معظم البلديات باستثناء بعض المناطق، علماً أن هذه القوى السياسية تعلن انها ستترك الحرية في هذه الانتخابات البلدية لابعادها عن التجاذبات السياسية وحصرها انمائىاً وبالتالي فان دعوات سياسية من حزب الله وامل للتوافق في الجنوب كما دعا جنبلاط للتوافق في الجبل وخصوصاً في القرى المختلطة المسيحية ـ الدرزية وتحصين العيش المشترك.
واشارت معلومات ان بوادر الانقسامات السياسية والعائلية التي بدأت تظهر في معظم المناطق ربما دفع الى تأجيل الانتخابات البلدية، خصوصاً مع ما شهدته طرابلس وصيدا وبيروت من تحركات لقوى اسلامية خلال اليومين الماضيين بالاضافة الى احاديث عن تطورات عسكرية في جرود عرسال بعد تحرير مدينة القريتين في ريف حمص وتحرك مسلحي الجرود، وبالتالي وحسب المعلومات فان صورة اجراء الانتخابات البلدية او عدمه سيظهر منتصف شهر نيسان وهذا ما ابلغته قيادات حزبية لكوادرها بالتريث في اطلاق الماكينات الانتخابية الى منتصف شهر نيسان