على وقع الحراك الدولي في اتجاه لبنان والذي يتوجه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بزيارة بيروت منتصف هذا الشهر، وبعد ساعة المحادثات الطويلة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس سعد الحريري، في إطار الدفع في إتجاه إجراء الانتخابات الرئاسية على مسافة أقل من شهرين من دخول الشغور في سدة الرئاسة عامه الثالث، خرقت زيارة المرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجية الى طرابلس امس الجمود الداخلي على جبهة هذا الملف، فإكتسبت أهمية خاصة، ليس من منطلق تعزيز الانطباع السائد اخيراً في بعض الاوساط السياسية من امكان إنجاز الاستحقاق قريبا، وإنما من الحدة التي إتسمت بها كلمته، معطوفة على كلمة صاحب الدعوة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار.
ففي إطار الزيارات التي يقوم بها فرنجية على قيادات سياسية لشرح موقفه من الاستحقاق الرئاسي،لبى رئيس تيار " المردة" دعوة المفتي الشعار الى دارته ، ووجه من على منبره رسائل في أكثر من إتجاه غالبها مسيحي الطابع.
ففي حين، أكد ان الرئيس الحريري لم يخرج عن الاجماع المسيحي عندما رشحه للرئاسة، بل التزم بالمواصفات التي وضعت في بكركي، أشار الى "اننا مع أي شخص يتم التوافق عليه، وحين تضع بكركي مواصفات أخرى نحن معها". لكنه أكد من جهة اخرى، وفي معرض الرد على اعتبار العماد ميشال عون نفسه المرشح الاقوى عند المسيحيين، أن "الاقوى في الطائفة يمكن ان يكون خطيرا على لبنان، ويمكن ان يكون هناك خطورة للسير في هذا المبدأ"، مشدداً على ان "على رئيس الجمهورية ان ينبثق من بيئته ويكون مقبولا من الجهات الاخرى"، وهذا عملياً المنطق الذي يسير فيه تيار " المستقبل".
ولفت فرنجية الى ان "غيمة سوداء مرت في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، والمرحلة التي مرت في الحرب الاهلية وبعد العام 1992 حين توحد الشمال كان مرحلة طبيعية، والمرحلة الشاذة كانت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري حتى اليوم، واسرع تطبيع حصل خلال الاشهر الماضية".
ولاقى الشعار فرنجية في كلامه اذ رأى أن الوطن لا يبنى بالعناد أو بتفجير الاحقاد أو بتعطيل المؤسسات بل بالتقارب والحوار، وأشار الى ان "رفع شعار أن رئيس الجمهورية يختاره المسيحيون خروج عن الانتظام اللبناني العام وعودة الى الوراء".
وينتظر ان يلاقي كلام فرنجية ردودا على محور عون - جعجع، فضلا عن محور بكركي التي رمى فرنجية الكرة مجددا في ملعبها عندما دعا سيدها الى حسم مواصفاتها.
وهذا الكلام كما الملف الرئاسي سيحضران في بكركي الاثنين المقبل في اللقاء الذي سيعقده رؤساء الطوائف المسيحية، بعدما انجزت اللجنة الخاصة بالاعداد والتنسيق لهذا الاجتماع جدول الاعمال ومواضيع البحث والتي سيتقدمها الدعوة الى ضرورة انتخاب رئيس في اسرع وقت قبل دخول الفراغ عامه الثالث في 25 ايار المقبل. كما سيتناول اللقاء ملفات لا تقل اهمية مثل الارهاب وتمدده في دول المنطقة ووجوب تحصين لبنان في وجهه.
وكان الوضع الأمني محط إهتمام امس على وقع الاشتباكات الدائرة في مخيم عين الحلوة والتي دخلت يومها الثالث، وأدت على رغم توصل اللجنة الأمنية لإتفاق لوقف إطلاق النار أعاد الهدوء وإنما الحذر الى المخيم، الى موجة نزوح قوية من داخل المخيم مما يثير الشكوك حول امكان تطور هذا الملف في ظل المخاوف القائمة من اضطرابات أمنية تتهدد البلاد في المرحلة المقبلة.
في سياق آخر، وعلى وقع الكاريكاتور السيء الذي صدر في صحيفة " الشرق الاوسط" امس وما تبعه من اقتحام لمكاتب الصحيفة في بيروت، أوقفت القوى الأمنية بيار حشاش الضالع في عملية الاقتحام، فيما لوحظ عودة الموظفين والصحافيين الى مزاولة عملهم كالمعتاد، بعدما أصدر مكتب بيروت بيانا توضيحيا، وسحب الرسم الكاريكاتوري عن الصفحة الالكترونية للصحيفة.
وفي سياق إحتواء ردود الفعل الشاجبة لما صدر عن الصحيفة والذي وُضع في إطار سياسي، برز موقف لسفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري، أكد فيه ان "ردود الفعل التي لاحظناها على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الاعلام، حملت الموضوع اكثر من حجمه الطبيعي"، متمنيا على "الاشقاء اللبنانيين ابقاءه في اطاره الاعلامي البحت، حسبما اوضحته الصحيفة، لئلا يصبح مادة للاستغلال من بعض الجهات التي تسعى الى تخريب علاقات لبنان باشقائه العرب".
واكد ان "العلاقات الاخوية القائمة بين المملكة العربية السعودية ولبنان اعمق من ان تختصر برسم كاريكاتوري، كما وان احترام المملكة للدولة اللبنانية ومؤسساتها وشعبها ليس بحاجة الى برهان، فمواقف القيادةالسعودية التي تدعو الى وحدة الشعب اللبناني والحوار الوطني وتفعيل عمل المؤسسات واستعادة هيبة الدولة عبر المسارعة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يعرفها القاصي والداني، ويعرف انها تنبع من حرص المملكة الدائم على سيادة لبنان واستقلاله وحضوره العربي الفعال".
في قضية الانترنت، تسلم القاضي صقر صقر من وزير الاتصالات بطرس حرب التقرير الفني عن مواقع شبكات الانترنت غير الشرعي الذي على أساسه سيصدر القرار المناسب.