زار الكساندر دوغين المفكر الروسي إيران خلال أيام ماضية وتوجت زيارته لإيران بلقاءات في مدينة قم وفجأة وجد منظر الفاشي الروسي نفسه في تلك المدينة التي تحتضن أهم مركز لعلوم آل البيت والمذهب الشيعي، ولا يخفي دوغين سروره وسعادته لتواجده في تلك المدينة، قائلاً: "إنني سعيد للغاية لأنني أتيت إلى المعقل الرئيس لمكافحة الحداثة، فإنني وقفت حياتي لمكافحتها، لأنني اعتبر أن الحداثة تعني الشيطان".
وهكذا يحلّ الفاشي الروسي ضيفا على زملائه في مدينة قم التي توجد فيها مراكز أكاديمية حديثة كبيرة وكثيرة وآلاف من المختصين في العلوم الدينية والإنسانية، ولكن لم ترحب به إلا مجمع العلوم الإسلامية الذي كان مدعوما من قبل حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.
ذلك لأن مدينة قم خلافاً لما يدعيه دوغين ليست المعقل الرئيس لمكافحة الحداثة بل إنها لا تعارضها، لأن الحداثة لا تمثل إلا استمراراً للأصالة وكل تقليد كان في فترة ما يمثل حداثة.
طوّر الكساندر دوغين نظرية أوراسيا تعتمد على عناصر أهمها مكافحة الحداثة والليبرالية العولمة والديمقراطية وكره اليهود وحتى الشيوعية.
النموذج البديل عند دوغين هو إعادة القيم والتقاليد المتعلقة بالامبراطورية الروسية ف قالب قومي جديد يسميه دوغين بأوراسيا.
يعتبر دوغين إن علمي الفيزيا والكيميا علوم شيطانية ويطالب بتعطيل الانت بالرغم من أنهه لديه موقع الكتروني تحت باسم النظرية الرابعة ينشر فيه نظرياته وأفكاره. وخلال لقائه مع رجل الدين مهدي مير باقري أشاد دوغين بجهود الجمهورية الإسلامية لما يعتبره الدفاع عن التقليدفي مواجهة الحداثة.
ورداً على سؤال مير باقري حول الدين الذي يعتنقه الرئيس بوتين، قال دوغين إنه من أتباع الارتذكس الروسي.
ولم يخف دوغين إعجابه بالرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد يعتبره من أبطال مكافحة الحداثة، يترأس دوغين حزب أوراسيا الروسية وكان رئيسا لقسم علم اجتماع العلاقات الدولية في جامعة موسكو الحكومية وبعد ما طالب بقتل الأوكرانيين المعارضين للروس، في العام 2014 تم إقالته من منصبه تحت ضغوط الأساتذة، ولكنه لا زال من المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والعقل الاستراتيجي المنفصل له.
ويبدو أن هذا المنظر الفاشي تأحر في زيارة إيران سنوات عدة حيث إن إيران يرأسها الآن رئيس حداثي ليبرالي، بالرغم من أنه من رجال الدين ولن يرحب روحاني بهذا المنظر الفاشي الذي لا يختلف عن الفاشيين الآخرين سواء الفاشيين النازيين أو الصهاينة، إنما الفرق هو في لغاتهم وقومياتهم.
يُظهر زيارة دوغين لإيران مدى حرص الروس على التقرب من إيران ليس خدمة لها، بل استخدام قوة إيران وموقعها من أجل إعادة أمجاد روسیا القديمة.