في أول نيسان..قصّة حقيقية أبطالها فتى سنّي وفتاة شيعية بخوف من عالم جديد، دخلت إلى قاعة المحاضرات في الجامعة اللبنانية-الفرع الخامس، تنظر هنا وهناك، فالأجواء غريبة والتعارف يبدو صعبًا، اختارت المقعد الأخير وجلست بانتظار بداية المحاضرة، وارتبكت بشدّة عندما جلس بقربها شاب وبدأ يحادثها كنوع من التعارف، ارتاحت له وبدأت رحلتهما كصديقين معًا.
لكنّ زينب لم تعلم أنّ هذه الصداقة ستتحوّل يوما ما إلى حبّ وسيبدآن معًا رحلة العشق، ولم تعرف أنّ الإختصاص الذي تدرسه بشغف سيحمل إليها شغفا آخر يشاركها أحلامها وآمالها التي رسمتها لمستقبلها في الطفولة.
ولأنّ محمد كان لها بمثابة الأمان في الجامعة لم يتفارقا أبدًا إن كان من ناحية المشاركة في النشاطات أو الرحلات أو حتّى المشاريع التي كانت تقام في الجامعة.
“أوه على هالايام كيف كانت، مرئت متل الحلم، كنت انزل الجامعة وما حبّ إرجع عالبيت لحتّى ابقى مع محمد”، بهذه العبارة المختصرة تعبّر زينب لموقع lIBAN8 عمّا مرّت به أيام الدراسة في الجامعة وتؤكّد “لأول مرّة حسّيت وعرفت شو يعني عشق”.
أمّا محمد فيقول: “كانت أجمل أيام، يا ريت الزمن بيرجع، أكتر من هيك ما رح قول” ولعلّ حلم العودة بالزمن إلى الوراء لن يغيّر واقع الحبّ أبدًا، فالعشق ازداد بينهما حتّى أخيرًا عبّر محمد عن رغبته بالزواج منها.
ارتعبت في البداية من هذه الفكرة ورفضت بشدّة، وربّما الآن تتساءلون لماذا؟ لأنّها ظنّت أنها قد تخسره فهو سنّي الهوية وربما والدها المعقّد فكريّا على حدّ قولها يرفض هذا الزواج، إلا أنّ محمد لم يتخلّ عنها ووقف إلى جانبها حتّى تكللّت قصّتهما بالفستان الأبيض والزواج. فهل صدّقتم أنّ هذه كانت خاتمة حبّهما الذي دام لسنتين والذي تحدّثت جدران الجامعة عن قصّتهما؟
إن النّهاية لهي كذبة تتناسب عمّا نفعله في الأول في نيسان، إذ أنّ الحقيقة تكلّلت بزواجها من رجل آخر بعد أن علم الأهل قصة العشق هذه وأرادوا ابعادهما عن بعض رغم أنهما مسلمين لهما ربّ واحد ورسول واحد إلا أن أحدهما سنّي الهوية وشيعي الهوى والعكس صحيح.
هذه الأمور التي لم يختاراها بإرادتهما إن كان من ناحية الهوية والهوى كُتب لها أن تنتهي بسبب فكر متحجّر وطائفي، وضع صاحبه نفسه في فقاعة مغلقة وأبى الخروج منها لأنّه وببساطة يرفض الإنفتاح على الآخر وتقبّل وجهات النّظر.
ولأنّنا في بلد التعصّب والطائفية والتزمّت الديني والإنغلاق رغم كل ادعاءاتنا بأننا مثقفون لا تصدقوا بأننا سنحرر عقولنا وان سمعتم بذلك يوما ما تذكّروا أنها كالخاتمة الأولى لقصّة الحب هذه..كذبة نيسان.
(LIBAN8)