كشف موقع «سايت» الذي يرصد مواقع الجماعات المتشددة، عن أن تنظيم «داعش» نشر صوراً وشعارات على الإنترنت مصدرها مركز الفرات للإعلام التابع له، تدعو المسلمين الألمان إلى شن هجمات مماثلة لتلك في بروكسيل في 22 آذار (مارس) الماضي والتي أسفرت عن 32 قتيلاً. وذكر خصوصاً مقر المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ومطار بون.
وأظهرت إحدى الصور متشدداً يرتدي زياً مموّهاً ويحدّق في بوابة مطار بون، بينما يقول التعليق المصاحب للصورة: «يمكن أن تفعلوا ما فعله إخوانكم في بلجيكا». وعرضت صورة أخرى اندلاع النيران في مبنى المستشارية في برلين، مع وقوف مقاتل من داعش ودبابة ونشر تعليق «ألمانيا ساحة معركة».
وتضمنت الصور أيضاً رسماً لطائرة «تورنيدو» التي يستخدمها سلاح الجو الألماني وخلفها منطقة جبلية ووجوه نساء وأطفال ملطخة بالدماء، في مشهد يبدو يمثل مدنيين يقول التنظيم إنهم قتلوا في الغارات الجوية على مناطق خاضعة لسيطرته. وأورد التعليق: «هل ستستمرون في الحزن أم ستتحركون في النهاية؟».
وانضمت ألمانيا بعد اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي والتي أسفرت عن 130 قتيلاً، إلى الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد «داعش» في سورية، لكنها حصرت دورها في تنفيذ عمليات استطلاع وتزويد طائرات بوقود.
وأكدت الشرطة الفيديرالية الألمانية التي تراقب متشددين مشبوهين يحملون جوازات سفر محلية وآخرين عائدين من القتال في العراق وسورية، إنها تعلم بمحتوى الصور الذي رأت أنه لا يتطلب اتخاذ تدابير أمن إضافية. وقالت: «واضح أن ألمانيا هي محور تركيز الإرهاب الدولي، وقد تحدث هجمات لكن هذه المواد لا تغير من تقويمنا الأمني».
وكان هولغر مونش قائد الشرطة الفيديرالية، قال بعد هجمات بروكسيل في 22 آذار: «يبدو أن داعش يسعى إلى شن مزيد من الهجمات الاستعراضية في أوروبا، في وقت يعاني انتكاسات في معاركه بسورية والعراق».
في بلجيكا، نفذت الشرطة عملية دهم في حي رودنبرغ السكني بمدينة كورتري (شمال غرب) القريبة من الحدود الفرنسية، على صلة برضا كريكت الذي اتهم بتخطيط اعتداء «وشيك» إثر اعتقاله في منطقة باريس في 24 آذار، أي بعد يومين على هجمات بروكسيل. لكن الشرطة البلجيكية لم تشر إلى توقيفات.
وأول من امس، وجّه قاضٍ باريسي متخصص في قضايا الإرهاب إلى الفرنسي كريكت (34 سنة) تهمة الانضمام إلى عصابة إجرامية على علاقة بمخطط إرهابي إجرامي، علماً أنه كان حكم عليه غيابياً في بلجيكا في تموز (يوليو) الماضي بالسجن 10 أعوام بتهمة تجنيد مقاتلين إسلاميين للقتال في سورية، ويشتبه في أنه التحق بصفوف «داعش» في سورية بين نهاية 2014 ومطلع 2015.
وكان الشرطيون الفرنسيون عثروا داخل شقة كريكت على 5 بنادق هجومية ومسدسات ومواد كيماوية ومتفجرات بعضها يدوي الصنع يستخدمها جهاديو «داعش»، وكذلك على 5 جوازات سفر مزورة وهواتف جديدة وجهازي كمبيوتر يحتويان معلومات عن صنع قنابل وجماعات جهادية.
وبحثت الشرطة الفرنسية، بعد اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، التي أسفرت عن 130 قتيلاً، عن كريكت ورجل آخر يدعى أنيس كان رافقه الى سورية واعتقل في روتردام في 27 آذار.
وتتعاون السلطات الفرنسية حالياً مع السلطات البلجيكية في التحقيق مع رجلين يرتبطان بكريكت اسمهما عبد الرحمن ورباط، علماً أن محكمة في باريس دانت عبد الرحمن عام 2005 بتهمة المشاركة في اغتيال قائد المقاومة الأفغانية أحمد شاه مسعود الذي قتله تنظيم القاعدة قبل أيام من اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001.
إلى ذلك، أبــدى صلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من المجموعة التي نفذت اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني، واعتقـــل في بروكسيل في 18 آذار، رغبته في تسليمه إلى فرنسا «للتعاون مع سلطاتها».
وصرح محاميه سيدريك مواس بعد جلسة عقدتها محكمة الاستئناف ببروكسيل: موكلي موافق على تنفيذ مذكرة التوقيف الأوروبية التي أصدرتها فرنسا، وأؤكد أنه يرغب في التعاون مع السلطات الفرنسية».
وقال ناطق باسم النيابة البلجيكية إريك فان دير سيبت: «النيابة الفيديرالية لا تمانع بتسليم عبد السلام إلى فرنسا».