في ظل انسداد افق الحلول للملفات الداخلية الموزعة بين رئاسية وتشريعية واتصالات وفضائح وسرقات، وتراجع الحركة السياسية الداخلية يسجل زخم في حركة الخارج باتجاه لبنان ودعم المؤسسة العسكرية وحض القوى السياسية على انجاز الاستحقاق الرئاسي. وهذا ما دعا اليه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي اعلن عن برنامج لمساعدة لبنان ودعم الجيش، واعلن ايضا ان اقامة السوريين مؤقتة وعودتهم ممكنة حين يستتب السلام، كما اشار الى انه لا يمكن للبلد ان ينتظر حل المشاكل الاقليمية ويجب انتخاب رئيس وجدد هاموند دعمه للجيش اللبناني الذي يترجم هذا الدعم في تعزيز امن الحدود ومواجهة تنظيم «داعش» حفاظا على سلامة لبنان وابقائه، بمنأى عن هجماته وقد تفقد هاموند قاعدة حامات العسكرية يرافقه قائد الجيش العماد جان قهوجي.
وفي موازاة زيادة الدعم البريطانية، سجل دعم اميركي اضافي للجيش اللبناني الذي تسلم 3 مروحيات من نوع «هيوي - 2» تقدر قيمتها باكثر من 26 مليون دولار واقيم للمناسبة احتفال في قاعدة بيروت الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي، واكد القائم بالاعمال الاميركي ريتشارد جونز «للديار» ان الدعم الاميركي رسالة لجميع اعداء لبنان. ليكونوا حذرين لان لبنان قوي، كما شدد على التزام بلاده المستمر بدعم تحديث قدرات الجيش الجوية والبرية وتحسين قدرته على نقل التعزيزات العسكرية بكفاءة الى مناطق التوتر البعيدة على طول الحدود لدعم معركته ضد الارهابيين والمتطرفين، مشدداً على ان لا خطط لابطاء وتغيير هذا المستوى من الدعم.
على صعيد آخر، قصفت وحدات الجيش اللبناني مواقع الارهابيين في وادي الخيل وقرية يونين في جرود عرسال.

زيارة هولاند

وفي مسلسل الزيارات للبنان، اشارت معلومات عن زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بيروت في 16 و17 نيسان، لكن الزيارة وحسب المعلومات لم تحسم نهائيا وما زالت قيد التشاور بين المسؤولين الفرنسيين.

الملفات الداخلية

اما على صعيد الملفات الداخلية فهي تراوح مكانها بانتظار جلسة الحكومة الخميس المقبل فيما اعلن الرئيس نبيه بري عن عقد جلسة الحوار الوطني في 20 نيسان اما جلسة الحوار بين حزب الله والمستقبل ستعقد في 12 نيسان.
اما على صعيد الانترنت غير الشرعي، ما زال شخصان على ذمة التحقيق، فيما تم الافراج عن 3 بعدما تبين انهم حصلوا على تراخيص لشركائهم من وزارة الاتصالات فيما دخل هذا الملف بازار الخلافات السياسية وحرب البيانات واطلاق التهم المتبادلة والحديث عن ضغوط على القضاء الذي يواصل تحقيقاته ولم يصدر عنه اي شيء حتى الان.

الانتخابات البلدية

اما على صعيد الانتخابات البلدية، فان الحماوة البلدية انطلقت في معظم المدن والقرى اللبنانية رغم التشكيك بعدم اجرائها لكن البارز ان عدداً من القوى السياسية بدأت تواجه مشاكل داخلية ربما تدفعها الى العمل لتأجيل الانتخابات البلدية وخصوصا تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي كما ان الخوف من حصد التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية المدن والبلدات المسيحية يعزز فكرة تأجيل الانتخابات البلدية كي لا يستغل الطرفان المسيحيان توازن القوى الجديد من خلال الانتخابات البلدية في معركة رئاسة الجمهورية.
في المعلومات ان الرئيس الحريري ابلغ وزير سابق من 8 اذار من ضمن سياسة الانفتاح التي يتبعها الحريري على القيادات السنية في 8 اذار، انه سيخوض معركتي انتخابات بلديتي بيروت وصيدا ضد اخصامه السياسيين وان لا مشكلة لديه بالنسبة لقيام تحالفات في بلدية طرابلس وبلديات البقاع، واشار الحريري خلال اللقاء انه سيتحالف مع الجماعة الاسلامية في صيدا لان ذلك يعطيه اوراق قوة، اما في بيروت فسيخوض المعركة ضد كل من لا يأخذ بتوجهاته، وهو كشف عن رغبته باسناد رئاسة بلدية بيروت لمسؤول في تيار المستقبل رغم كل المعارضة الداخلية لذلك، لكن الحريري لم يستبعد تأجيل الانتخابات البلدية لسنتين وان الجهد يجب ان ينصب على الانتخابات الرئاسية.
وعلم ان نواباً من تيار المستقبل وممثلين عن التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية التقوا من اجل مناقشة مسألة انتخابات بلدية بيروت، وان الممثلين المسيحيين تمسكوا بالمناصفة، ورفضهم لاي انتقاص لحقوق المسيحيين ولم يدخلوا في موضوع توزيع الحصص مطلقا كما اشاع تيار المستقبل.
واشارت المعلومات ان الاجتماع لم يخرج بنتائج ايجابية لحل كل نقاط الخلاف في ظل تمسك المستقبل بمرجعية القرار بالنسبة لانتخابات بلدية بيروت.
اما بالنسبة للحزب التقدمي الاشتراكي فأشارت المعلومات انه لم يعط بعد اشارة الانطلاق لماكينته وابلغهم انه في منتصف نيسان ستتوضح كل الامور بالنسبة للانتخابات البلدية، لكن ذلك لم يمنع من بدء التحركات في عاليه والشوف، علماً ان جنبلاط كان قد ابلغ المسؤولين الحزبيين التحالف مع ارسلان بلدياً، لكن الخشية الجنبلاطية تبقى في القرى المسيحية والتحالف بين العونيين والقوات. وهل سيخوضون المعارك بوجه القاعدة الجنبلاطية ام يتم التوافق بلدياً ويتم تجنيب القرى المسيحية، كذلك المختلطة من المسيحيين والدروز، الخلافات، علما ان التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية يشكلان الثقل المسيحي في الجبل.
اما في اقليم الخروب فأعلن المستقبل عن التحالف مع الجماعة الاسلامية دون اي شيء بالنسبة للعلاقة مع الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية والتيار العوني.
وبالنسبة لتحالف أمل - حزب الله فهو ثابت بلدياً مع تأكيد الطرفين عدم مصادرة القرار وترك الخيارات ايضاً للعائلات، وابعاد القرى الجنوبية عن التشنجات الداخلية التي تخلفها الانتخابات البلدية، حيث تعقد الاجتماعات بين مسؤولين من حزب الله وأمل لبحث تفاصيل الاوضاع البلدية.
الهواجس عند بري والحريري وجنبلاط من فوز عون وجعجع بالبلديات المسيحية قد تدفعهم الى التفكير جدياً بتأجيل الانتخابات البلدية، حيث تؤكد مصادر المستقبل ان التأجيل محسوم وسيكون لسنتين.