أبدع اللبنانيون بالرد على الفنانة الإماراتية أحلام، فإنشغلوا منذ أسبوع على مواقع التواصل الإجتماعي والشاشات بالرد على تغريداتها لا سيما وأنها وحدتهم حول الموقف ذاته وهذا ما لا يتكرر كثيراً.
وفيما تتلبد مواقع التواصل الإجتماعي بشعاراتٍ تندد بأقاويل فنانات وأخبار تافهة تأخذ مساحة أسبوعين وأكثر فتتصدر عناوين مجلات ويخصص لها البعض الآخر نموذجاً للسخرية والصور المركبة، يغفل كثيرون عن قضايا أكثر عمقاً وأهمية، فهناك قضايا فاسدة تخترق بيوتنا، تهدد مصير أبنائنا لكن ما من رقيب ولا حسيب ولا مبال.
ولكن أن تغرد إحدى الفنانات جملة لا تمثل إلا حقيقتها، تأخذ حيزاً واسعاً من إهتمام البرامج الاجتماعية والكوميدية حتى السياسية، ولكن أن تقتل طفلة في الثامنة من عمرها، وقتل ابنة الاثنين وعشرين ربيعاً زهراء علي القبوط على يد طليقها أمام عيني طفلتها التي لم يتجاوز عمرها السنة ونصف السنة ولا زالت قصصهم تمر من أمامنا مرور الكرام.
إنتفضنا ما إن قرأنا تغريدة الملكة التي وصفتنا فيها بالـ "شحادين" داعية الى لم النفايات من الطرقات التي ملأت شوراعنا و تكدس أطنان الاوساخ على عتبات منازلنا والأمراض بدأت تفتك بنا.
ولم نهضم فكرة المس بفلافلنا ونحن نأكل يومياً نحن وأطفالنا الخبز المسرطن ولم تحرك الدولة اللبنانية ساكن لضمان سلامة القمح الذي يدخل في الخبز (الجزء الاساسي من غذاء المواطنين) لأن الجدل لا يؤمن سلامة المواطنين.
أحسن اللبنانيون في قرار الدفاع عن أنفسهم ولم يهتموا لقضية من يسهرون لحمايتنا والدفاع عنا بعد فضيحة تورط عشرات الضباط والرتباء في سرقة مليارات الليرات من (الرزق السائب) للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي حيث ينخر الفساد جسم دولتنا المهترئ.
فهل كانت عملية وضع النقاط على الحروف وقول كلمات تساعد في إيقاظنا على حقيقة كنا غافلين عنها جريمة ؟
فبدل التفاهات التي تغصّ بها مواقع التواصل الاجتماعي، إذهبوا وأنقذوا ما تبقى منا في الخارج قبل أن تخطفها المصائب الأخرى.