وصلتً إلى مكان سكني في الضاحية الجنوبية، ويا للمفاجأة، فما أراه ليس غريبًا على حزب تعوّد أن ينهش بأرواح شبابه لأجل السلطة، فهنا أطفال لا تتعدى أعمارها الـ 15 سنة تقف إلى جانب الطرقات وبيديها سلتين إحداها مليئة بالـ"بون بون" وأخرى "كصندوق تبرعات" لم أقترب لمعرفة ما هي إذا لعوائل "الشهداء" او لهيئة "دعم المقاومة الإسلامية".
هذا المشهد المعتاد أثار في داخلي تساؤلت كثيرة، فاليوم ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء، أليس على المنظمين لهذا النوع من الضيافة أن يقدّموا ذلك مجانا؟
لكن هيهات، كيف لحزب يحاول اقتناص كل فرصة لتمويل نفسه ماديا ومعنويا ان يدع مناسبة كهذه تفلت من يديه دون ان يوظّفها لمآربه؟
ولأوّل مرّة.. أفكّر بالأمر أنّه تسوّل بطريقة غير مباشرة، ومن يقول غير ذلك فإنّه بالتأكيد يكذب، لأنّ بائع العلكة يقدّمها إليك وينتظر لأن تدفع له بدلا من الـ250 " ألف ليرة يشبه تماما ما يفعله حزب الله في شوارع الضاحية الجنوبية من تقديم الحلويات الرخيصة الثمن لأجل حصد التبرّعات، فمن سيقدم على أخذ الضيافة دون أن يخجل من عدم دفع على الأقل 1000 ليرة؟
بالتأكيد لا أحد، والمفارقة في الأمر أنّ حزب الله يزرع جنى سكّان الضاحية الجنوبية ليحصدوها لاحقا ثمنا لأرواح شبابهم الذين يرسلهم الأمين العام السيد حسن نصرالله للقتال في سوريا.
فحزب الله لا يحصد فقط السلطة على حساب الشباب إنّما يدفع الأجور من عرق جبين الأهالي، ولأنّ في الآونة الأخيرة تنتشر معلومات كثيرة حول أزمة مالية يتخبّط بها حزب الله، بحسب ما أشارت إليه مصادر مقربة من الحزب لموقع لبنان الجديد، فإنّه يسعى إلى تغطية القليل من النفقات ولو بالتسوّل غير المباشر.
وبحسب ما روى شهود عيّان لموقعنا فإنّ حزب الله بدأ يعتمد سياسة التقشف تجاه عائلات "شهدائه" ، ماليا واجتماعيا، ما يثير تساؤلا خطيرًا هنا: هل انتهى دور حزب الله مع بداية المفاوضات التي تجري لإيجاد حل للأزمة السورية؟
هذا الأمر الذي لم يتسنّ لنا معرفة حقيقته حتى الآن إلا انه من المؤكد انه بمجرد انتهاء الأزمة السورية فإن دور حزب الله العسكري بالنسبة لإيران سينتهي وبذلك ربّما نقول وداعا لحزب الله التنظيم. لكن السؤال الذي يطرح نفسه : وهل بدأت ايران فعلا سياسة التقشّف في دعمها له؟