أعربت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت عبر "ليبانون فايلز" عن استبعادها وجود مظلّة دولية واقليمية واقية فوق الساحة اللبنانية في ظل التصعيد السياسي الموجود بين القوى اللبنانية على اختلاف اتجاهاتها ومشاربها وانتماءاتها، والمرشّح أن يستمرّ ويأخذ منحى تصاعدياً ربطاً بالتطورات الاقليمية.

وتعتبر المصادر أنه بات من الضروري على الأطراف السياسية كافة بدء التفكير في "لبننة الحلول" الداخلية وعدم ربطها بأحداث خارجية، وايجاد حل للفراغ في المؤسسات لأنه البلد لم يعد يحتمل النزيف وتضييع الفرص الواحد تلو الاخرى، ومن الضروري أن تعاد الدولة الى سياقها الطبيعي من العمل على صعد التقرير والتشريع الاقرار، خصوصاً وأن الدول لم تعد تثق بلبنان الدولة وبات لزاماً على زعمائها اتخاذ قرارات تاريخية مفصلية التي تنقذ الوضع المستمرّ منذ انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان، الذي يمكن ان يكون، كما تقول المصادر، آخر رؤساء الجمهورية بشكلها الحالي، في حال لم يتم تدارك الأمور بالتي هي أحسن خوفاً من انفجار الأوضاع. وتشير المصادر لموقعنا الى أنه في مقابل هذه الصورة القاتمة لأحوال لبنان، هناك نوع من الحكمة اللبنانية في تفويت الفرصة على أي محاولة لجرّ البلد الى اقتتال داخلي، لأن البديل عن ذلك هو موجات العنف والارهاب سبق وأن ذاق ويلاتها اللبنانيين.

هذا الانذار الغربي للمسؤولين، بات يحتّم عليهم النظر الى الأزمة اللبنانية بآفاق بعيدة، وأبعد من أنوفهم، وفوق مصالحهم الآنية، لأن الآتي من خلف الحدود هو تحوّلات كبيرة قد يكون لها انعكاسات أكيدة على لبنان. فمفاوضات كيري-لافروف حول سوريا والمنطقة والجيوبوليتيك فيها، كيف يقرأها هؤلاء المسؤولون؟ وقد جاءهم موفد دولي هو الأمين العام للأمم المتحدة بان-كي مون ليبلغهم أنه بعد اليوم ستتبدّل المعطيات المستحكمة بالصراعات في المنطقة، وهناك وجه جديد يرسم لها على انقاض القواعد السابقة.

هو جاء ليبلّغ، وليس لاستشارة الطبقة الحالية، أو الوقوف على رأيها، أو الاطلاع على مواقفها المعروفة سلفاً. فأين موقعنا في عمليات التفاوض بين باريس وجنيف وفيينا وواشنطن وغيرها من عواصم القرار.

ليبانون فايلز