بعد انتهاء استراحة الأعياد، تعود دورة الحياة السياسية للانطلاق بما تيسّر من زخم وطني لا ينفكّ يصارع ويكافح في سبيل كبح جماح التعطيل المؤسساتي المهيمن على البلاد. وفي هذا الإطار سيكون الحوار الوطني غداً أمام محاولة متجددة لرئيس مجلس النواب نبيه بري بغية إعادة تفعيل العمل النيابي ربطاً بالضرورات التشريعية التي تحتم إعادة فتح أبواب المجلس لإقرار مشاريع حيوية ملحّة تسييراً لمصالح الدولة وتيسيراً لأمور الناس، فضلاً عن عزمه وضع المتحاورين وجهاً لوجه أمام مرآة تصوراتهم حيال قانون الانتخابات العتيد بعدما أخفقت اللجنة النيابية المختصة في وضع تصور موحد لهذا القانون.

وأوضحت مصادر عين التينة لـ«المستقبل» أنّ رئيس المجلس سيعرض خلال جلسة الحوار غداً التقرير النهائي الذي رفعته اللجنة النيابية المكلفة درس مشاريع القوانين الانتخابية، منوهةً بكون التقرير يعكس ملخصاً لخارطة مواقف القوى والكتل السياسية إزاء القانون الانتخابي الجديد. 

وإذ لفتت إلى أنّ طرح التقرير على المتحاورين يأتي من منطلق السؤال عن الواجب فعله لتوحيد الرؤى والمشاريع المتباينة بين الأفرقاء، شددت المصادر في هذا السياق على كون الهدف من طرحه هو وضع الجميع أمام مسؤولياتهم لإنهاء المراوحة الحاصلة في الموضوع وتشريع الأبواب تالياً أمام إيجاد أرضيات مشتركة للتأسيس عليها باتجاه وضع مشروع توافقي لقانون الانتخاب.

وعن تفعيل العمل النيابي، أكدت مصادر عين التينة أنّ إصرار بري على إثارته غداً على طاولة الحوار الوطني إنما يأتي تحت وطأة الضرورة الملحّة التي باتت تحتم التفعيل خصوصاً بعد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى بيروت وما أظهرته من وجوب خروج الدولة من دائرة التلكؤ في تحمل مسؤولياتها التشريعية حيال جملة من مشاريع القوانين التي تحتاج إلى إقرار، مذكرةً في هذا المجال بضرورة إقرار مشاريع عدة لتمكين لبنان من الاستفادة من المساعدات الدولية المتاحة في ملف النزوح، عدا عن مشاريع القوانين المتراكمة نتيجة تعطيل مجلس النواب.

«عين الحلوة»

أمنياً، برز مساء أمس توتر ميداني في مخيم عين الحلوة (ص 6) بدأ على شكل إشكال فردي مروري ثم ما لبث أن تحوّل إلى ثأري أفضى إلى وقوع قتيلين أحدهما من حركة «فتح» وآخر من تنظيم «فتح الإسلام» بالإضافة إلى سقوط جريحين جراء الاشتباك المسلح بين الجانبين. وعلى الأثر تسارعت الاتصالات بشكل مكثف على المستويين اللبناني والفلسطيني لتطويق ذيول الإشكال وتمكنت في نهاية المطاف من احتواء الموقف وإعادة ضبط الأوضاع نسبياً في المخيم منعاً لانزلاقه إلى فخّ الاقتتال الداخلي بما يضر بمصالح أبنائه ويهدد أمنه وأمن الجوار.