وكأنّ "النّحس" تربّع على عرش اسم لبنان، فتوالت الأزمات تلو الأخرى وساقت به إلى المجهول، بدءا من الفراغ الرئاسي وصولا إلى ازمة جديدة العهد بدأت تفاصيلها حديث اللبنانيين تتعلق بأزمة الصحف اللبنانية.
فبينما يعاني تلفزيون المستقبل من أزمة مالية خانقة تظهر بوادرها بعدم دفع رواتب الأجور، ترتدي قناة الجديد حلّة اليتم من البرامج المشوقة والتي أوعزها البعض إلى ضائقة مالية تصيب جسم هذه القناة فضلا عن قنوات تلفزيونية أخرى، صدرت مذكرتان رسميتان عن صحيفتي السفير واللواء تقدمان صورة قاتمة عن لبنان.
ولأنّ لبنان بلد الغرائب والعجائب، سُرّبت بشكل مفاجىء معلومات تفيد بأن أزمة جريدة السفير حلت وسط تكتم وتحفظ الناشرين لتسارع إلى النشر ضمن صحيفتها بأن هذا عدد 31 الشهر لن يكون الأخير، هذا الامر الذي تلقاه وزير الإعلام رمزي جريج برحابة صدر فصرّح قائلا "“تلقيت بسرور كبير خبر استمرار صدور صحيفة السفير من قلب الصعوبات، وإني آمل أن تتمكن هذه الصحيفة العريقة من التغلب على العقبات والصعوبات المالية كافة التي واجهتها، وسأبذل كل جهدي من أجل دعم صمودها لأن غيابها يسجل انقاصا لحرية التعبير في لبنان"”.
ورغم ان رئيس تحرير صحيفة السفير طلال سلمان أكد في حديث لصحيفة “النهار” أن الجريدة مستمرة بسبب كمية العواطف الهائلة التي احاطنا بها الرأي العام اللبناني، مضيفا أنه "رأينا ان نستمر ونتحمل بعضنا بعضا ولو كانت مدة الاستمرار شهر او شهرين”.تبقى السرية التامة حول تفاصيل عودة السفير إلى اصدار نسختها الورقي طيّ التساؤلات وعلامات الإستفهام.
وربما اللقاء الذي حصل بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وطلال سلمان يؤكد على انّ هذه الصحيفة تلقّت دعما ماليا رغم نفي سلمان ان تكون “السفير” تلقت اموالا لحل الازمة، مثلما نفى ايضا ان يكون الاعلان عن الاغلاق “مناورة”، وتجدر الإشارة إلى أن سلمان فسّر لقاءه بنصرالله بقوله “انه طبيعي ابلاغه بما نمر به احتراما لقيمته وتقديرا له”.
ورغم أنّ الصدفة عجيبة وغريبة إلا أن الحدث بحدّ ذاته ملفتا لإثارة الشبهات، فالصحيفة التي كادت أن تقفل لأسباب مادية تعود وبعد لقاء الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله إلى الصدور والسبب فقط.. "العواطف الهائلة التي أحاطنا بها الرأي العام اللبناني".
وإن كانت كلّ صحيفة تمرّ بأزمة اقتصادية تحصل مباشرة على دعم فإننا بدورنا في موقع لبنان الجديد نعلن أننا قريبا سنقفل موقعنا، علّنا نحصل كما غيرنا من مساعدات وننكرها لاحقا لأسباب مجهولة، وما على المؤسسات الإعلامية إلا أن تتبع كذلك خطى السفير في حال أرادت الإيهام بانها مفلسة ماديا.