هي التكنولوجيا التي قضت على علاقاتنا الإجتماعية، ستنقضّ يوما على القلم الذي قضينا أوقاتا عصيبة لمعرفة كيف نمسك به ونخطّ به على الورقة إسمنا، وهي التكنولوجيا مرة جديدة ستقتل كلّ ما هو طفولي وممتع لتحوّلنا إلى مجرّد تابع لها رغم إيجابياتها التي لا يمكننا أن ننكرها.
ولعلكم الآن تقرأون وتستغربون كيف سيزول القلم من الوجود، ولعلّنا سنكتشف ذلك بعد أن نحاول الآن أن نكتب نصّا أو عبارة نحتاجها في وقت لاحق، ومن المؤكد أننا سنلاحظ أن يدنا تعبت وسرعان ما سنملّ وننتقل إلى اللوحة الرقمية باعتبار أنها الأسرع ناهيك عن أنّها أكثر أمانا من الورقة التي قد ننسى أين سنضعها.
وربما أيضًا قد نلاحظ أنّ الخطّ الذي طالما تغنّينا به أمام زملائنا في المدرسة تحوّل إلى خربشات بسبب عدم قدرتنا على التّحكم بالقلم، ولأنّ هناك وسيلة سهلة أصبحت بديلة عنه فإن لم يتوفر laptop هناك الهاتف الذكي، الذي يحتلّ المرتبة الأولى من اهتمامتنا.
وبعيدًا عن الأمور التي ذكرناها، فإن بعض المدارس الخاصة اعتمدت في مناهجها الالواح الرقمية، وما التصريح الذي قدّمه وزير التعليم العالي الياس ابو صعب في حلقة هيدا حكي مع عادل كرم إلاّ دليل على انّ القلم والروقة إلى الإنقراض.
وما قاله ابو صعب حينذاك أنه سيتم تغيير المناهج المدرسية المعتمدة إلى مناهج تفاعلية تقضي بأن ينتقل محتوى الكتب المقروءة إلى داخل “اللاب توب” والـ” IPAD” خير دليل أنّنا قريبًا سنودّع كل أساليب التعليم التقليدية خاصة أن بعض المدارس اعتمدت هذا الأسلوب كمادة تجريبية ونجحت فعلًا وذلك بحسب ما قاله ابو صعب.
فبعد ألعاب الطفولة التي أصبحت كحلم نتمنّى أن نرى أطفال اليوم يقومون بها لمعرفة معنى الحياة، ها هي التكنولوجيا ستقضي على أسلوب طالما استمتعنا باستخدامه أثناء الكتابة فمتى ستتوقّف هذه المادة “الإيجابية-السلبية” عن سرقة كل ما هو ممتع؟؟ (LIBAN8)