لم يمتد صمت الحرس الثوري طويلا على وثائق انفردت بها صحيفة "الشرق الأوسط" خلال الأيام الماضية حول التورط الإيراني في هجمات 11 أيلول 2001 وقالت وكالة فارس التابعة للحرس إن مسؤولين في المخابرات الأميركية وجهوا اتهامات خطيرة لكبار المسؤولين في النظام.
وفيما تغاضت الوكالة عن الإشارة إلى اسم المرشد الأعلى علي خامنئي الذي ذكر اسمه في ملفات الاتهامات لكنها ذكرت اتهام المسؤولين في فيلق قدس والمخابرات و"حزب الله". وأعربت وكالة "فارس" المنبر الإعلامي للحرس الثوري، عن مخاوفها من متابعة صحيفة "الشرق الأوسط"، لملف الاتهامات بخصوص 11 أيلول. واتهمت "الشرق الأوسط" بالسعي وراء تأكيد اتهام إيران و"حزب الله" بالتعاون مع تنظيم القاعدة والوقوف وراء هجمات 11 أيلول وهجمات إرهابية أخرى في عدد من دول العالم.
وكانت "الشرق الأوسط" كشفت بالأدلة والوثائق عن التعاون الوثيق والمباشر بين تنظيم القاعدة وإيران و"حزب الله" الذي بدأ بتفجير أبراج الخُبر في السعودية عام 1996. ونقلت الصحيفة نص قرار قاضي محكمة جنوب نيويورك جورج دانيلز باتهام إيران ومرشدها الأعلى خامنئي ووزير الاستخبارات علي فلاجيان و"حزب الله" بمشاركة القاعدة في تخطيط وتنفيذ أحداث 11 أيلول.
وما نشرته وكالة "فارس" أمس يعتبر أول رد من الإعلام الإيراني الحكومي على الوثائق التي كشفت ملابسات الدور الإيراني في تدريب ودعم وتسهيل تحرك المنفذين عبر أراضيها بمساعدة الحرس الثوري و"حزب الله"، كما أنه يأتي بعد يوم من نشر "الشرق الأوسط" وثائق من محكمة نيويورك تدرج علي خامنئي متهما ثانيا في هجمات أيلول. وكانت وسائل الإعلام الإيرانية المقربة من الأمن الإيراني نشرت المجموعة الأولى من الوثائق قبل أکثر من أسبوع دون التعلیق عليها.
في هذا الصدد، قال مصدر إيراني مطلع: إن الوكالة عبر تقريرها تحاول الضغط على الخارجية والحكومة الإيرانية التي لم تتخذ أي موقف حتى الآن تجاه قرار القاضي جورج دانيلز بتغريم إيران 10.07 مليار دولار كتعويض لأسر ضحايا هجمات 11 أيلول. وأقرت وكالة فارس بارتفاع التعويضات المالية إلى 21 مليار دولار نقلا عن المصادر الخاصة بـ"الشرق الأوسط" وكان مصدر قضائي أميركي أكد لـ"الشرق الأوسط" أن التعويضات المفروضة على إيران بـ10.7 مليار دولار لا تشمل الفائدة على التعويض عن فترة ما قبل صدور الحكم، والتي تقدر بـ9 في المائة سنويا، وعليه فإن الغرامة المالية على طهران قد تتضاعف ليتجاوز التعويض مبلغ 21 مليار دولار.
من جانب آخر، رفضت وكالة أنباء الحرس الثوري وصف ما نشرته "الشرق الأوسط" بالوثائق في محاولة للتقليل من أهميتها واعتبرتها مجرد «شهادات كاذبة» من موظفي وكالة الاستخبارات الأميركية ومحكمة نيويورك ضد إيران و"حزب الله". وتطرق التقرير إلى ما نقلته "الشرق الأوسط" نقلا عن مصدر قضائي رفيع حول تورط مسؤولين ومؤسسات إيرانية على رأسهم خامنئي. فيما أعربت الوكالة عن غضبها من الاتهامات التي تشير إلى تعاون وثيق بين إيران و"حزب الله" والقاعدة ودورهم في تفجيرات الخبر وتفجير السفارة الأميركية في شرق أفريقيا 1998 والهجوم الإرهابي على السفينة الفرنسية في خليج عدن في 2000 وفي غضون ذلك اتهمت الوكالة صحيفة "الشرق الأوسط" بنسب جميع العمليات الإرهابية إلى إيران.
في السياق ذاته، فتحت الوكالة ملف القضية المعروفة باسم "هافليش" والتي رفعها عدد من ضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر وشركات التأمين الخاصة. الذي نشرته "الشرق الأوسط". وأشارت الوكالة الإيرانية إلى الفقرة التي تذكر الحكومة الإيرانية آنذاك برئاسة محمد خاتمي ودعمها القاعدة لتنفيذ هجمات 11 أيلول 2001.
ولم تتطرق وكالة فارس إلى اتهام علي خامنئي إلا أنها توقفت عند اتهام وزير المخابرات علي فلاحيان ومساعد قائد الحرس الثوري آنذاك العميد محمد باقر ذو القدر وكذلك ثلاثة أجهزة إيرانية هي وزارة المخابرات والحرس الثوري وفيلق قدس بالوقوف وراء هجمات 11 أيلول.
وهاجمت الوكالة المصدر القضائي الأميركي الذي تحدثت إليه "الشرق الأوسط" وكشف تفاصيل تعاون القاعدة و"حزب الله" وإيران ووصفته بالمصدر "الوهمي". وتناول تقرير الوكالة الجزء الثاني من التقرير الذي نشرته "الشرق الأوسط" أول من أمس والأدلة التي حصل عليها القاضي دانيلز وكذلك الدعم اللوجيستي الذي تلقاه تنظيم القاعدة على جميع المستويات من إيران وكذلك الدور الإيراني في اغتيال أحمد شاه مسعود.
في سياق متصل، أظهرت ردود الفعل الكثيرة في موقع الوكالة أن الإيرانيين طالبوا وزارة الخارجية والرئيس الإيراني حسن روحاني بالرد على تلك الاتهامات والدفاع عن الحقوق الإيرانية فيما اتهمت تعليقات أخرى السياسة الخارجية الإيرانية بالتواطؤ مع الأميركيين والإذلال مقابل الحكومة الأميركية.
(الشرق الأوسط)