كانت عطلة عيد الفصح الغربي مناسبة في المدن البلدات والقرى بكل المناطق اللبنانية للتشاور وجس النبض واستكشاف الإحتمالات للإنتخابات البلدية والإختيارية، توافقاً أو مواجهات.

وذكر متابعون أن مدن بيروت وطرابلس وصيدا لن تشهد تغييرات ومعارك كبيرة نظراً إلى ترتيبات يجريها "تيار المستقبل" ترضي غالبية القوى فيها ، والأمر نفسه ينطبق على المناطق ذات الغالبية الشيعية التي سيتولى الثنائي الحزبي ترتيبها، في حين يمكن أن تشتد المنافسة على بعض البلدات الكبيرة ذات الغالبية المسيحية في جبل لبنان، حيث يسعى "التحالف الثنائي" المكوّن من "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية" إلى إثبات أنه يشكل غالبية كبيرة، بما يدعم نتائج إحصاءات يستند إليها لتعزيز هذه المقولة، لكنه سيحاذر في الوقت نفسه الإصطدام بالإعتبارات الحزبية والعائلية والمحلية التي يمكن أن تتحالف ضده إذا لمست أنه يخوض الإنتخابات على قاعدة أنها "حرب إلغاء" للآخرين جميعاً. وهذا ما يفسر توجه حزب "القوات" على ما ذكرت مصادره سابقاً إلى اعتماد المرونة في التحالفات البلدية، فيخوض الإنتخابات في أمكنة مع حليفه "التيار" وفي أمكنة مع حليفته " 14 آذار" وسواها من القوى المحلية.

 

وتلفت المصادر المتابعة إلى أن المعيار سيكون في النهاية هو الفوز برئاسة البلدية في كل بلدة وليس العضوية، والتحدي الأكبر أمام "التحالف الثنائي" أن يفوز في مستوى الإتحادات البلدية للمتن وكسروان وجبيل ليثبت أسبقيته على غيره.
ومن المتوقع أن يشهد الأسبوع الطالع سجالات وأخذاً ورداً حول موضوع معاودة التشريع في مجلس النواب الذي سيطرحه رئيس المجلس نبيه على طاولة الحوار الوطني الأربعاء، على قاعدة أن أي اتفاق لم يتحقق في اللجنة النيابية المصغرة على قانون للإنتخابات النيابية، علماً أن كتل الكتائب و"التيار العوني" و"القوات" لن تشارك في جلسة لا يتصدر جدول أعمالها بند قانون الإنتخابات، وسبق أن التزمت كتلة "المستقبل" عدم المشاركة هي أيضاً في هذه الحال.

وغابت التحركات السياسية في العطلة، وحل محلها إعلان مواقف، أبرزها لافت ومكرر لممثل الإمام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك رفض فيه "العودة إلى المارونية السياسية وإلى كيانات تفرق وتمزق وتبعث على الضعف في الوطن"، وأيضاً على موقف لوزير الإتصالات بطرس حرب وصف فيه القول بأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زار لبنان لطرح مشروع التوطين هو قول تافه، في إشارة إلى ما أعلنه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل عن تلك الزيارة. وبدوره حذر رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الحكومة من السير في دعم "ترشيحات مشبوهة" للأمانة العامة لمنظمة الأونيسكومشيداً بالوزير السابق غسان سلامة الذي ترشح لهذا المنصب. وسأل الرئيس السابق ميشال سليمان في تغريدة "من تراه يطرد تجار الهيكل؟"، بينما عايد الرئيس سعد الحريري القيادات المسيحية الدينية والزمنية في سلسلة اتصالات هاتفية .