مع استمرار عطلة عيد الفصح حتى الثلاثاء، وتراجع النشاط السياسي في البلاد قفز الى الواجهة تطور امني لافت في بلدة حنيدر في منطقة وادي خالد الشمالية للمرة الاولى منذ سنتين وبعد سيطرة الجيش السوري وحلفائه على المناطق المحاذية لوادي خالد من الجهة السورية، وساد الحدود هدوء شامل بعد توترات واسعة، منذ بدء الازمة السورية، ادت الى مقتل العديد من المسلحين اللبنانيين والسوريين في قلعة الحصن السورية في محافظة حمص، ومناطق اخرى، كما سجلت محاولات تسلل كثيرة.
وفي المعلومات، واصل الجيش اللبناني تدابيره الامنية والميدانية في بلدة حنيدر الحدودية، في منطقة وادي خالد والبلدات المحيطة بها، اثر تعرض برج مراقبة قيد الانشاء للقوة الامنية المشتركة لضبط ومراقبة الحدود في خراج البلدة ليل امس الاول لاطلاق نار من مسلحين، الامر الذي استدعى من العناصر المولجة حماية الموقع الى الانسحاب منه بطريقة مدروسة الى مركز الجيش القريب في البلدة، وقد اصيب احدهم اصابة طفيفة اثر تعثره خلال عملية الانسحاب.

بيان الجيش

أعلنت قيادة الجيش اللبناني-مديرية التوجيه انه وفي محلة حنيدر على الحدود اللبنانية - السورية الشمالية، تعرّض مركز مراقبة قيد الإنشاء تابع للجيش، لاطلاق نار بالأسلحة الخفيفة من قبل مسلحين.
وفي بيان لها، لفتت الى ان عناصر المركز ردوا على النار بالمثل ما أدى إلى فرارهم. واشارت الى انه لم تسجّل أي إصابات في صفوف العسكريين.
وذكرت ان قوى الجيش تستمر بتفتيش المنطقة وجوارها بحثاً عن مطلقي النار لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص.
الى ذلك، اظهرت البلدات والقرى الحدودية الشمالية، تعاطفا واضحا وسريعا واستعدادا لمساعدة الجيش اللبناني الذي كان استقدم تعزيزات عسكرية مؤللة وسير دوريات له، واقام حواجز في مختلف القرى والبلدات المحيطة ببلدة حنيدر على امتداد الخط الحدودي من اكروم وحتى وادي خالد، وعمدت مدفعية الجيش الى القاء العديد من القنابل المضيئة فوق المنطقة التي اطلقت منها النيران مواكبة لعمليات التمشيط التي نفذها الجيش كما امنت طائرة استطلاع صغيرة تابعة للجيش المراقبة الجوية.
وفي سياق متصل، استهدفت مدفعية الجيش اللبناني تحركات المسلحين التكفيريين في وادي الزعرور في جرود عرسال، بحسب المعلومات.
بموازاة ذلك، أوقفت دورية من مخابرات الجيش اللبناني، السوري محمود الرفاعي، في وادي حميد في عرسال، للاشتباه بانتمائه الى التنظيمات الارهابية المتمركزة في المنطقة. وقد تم نقله إلى ثكنة أبلح للتحقيق.


والسؤال الاساسي هل ان الحادثة فردية او انها تأتي ضمن مسلسل يجري تحضيره للمنطقة او في اطار عملية تسلل للمسلحين الى داخل الاراضي السورية من الجهة اللبنانية؟

 

الانتخابات البلدية ودعوة الهيئات الناخبة

اما على صعيد الانتخابات البلدية فقد اصدر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق اربعة قرارات تقضي بموجبها دعوة الهيئات الناخبة للانتخابات البلدية والاختيارية في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك - الهرمل وجبل لبنان على ان تبدأ انتخابات بيروت والبقاع وبعلبك يوم الاحد في 8 ايار، وفي جبل لبنان والهرمل يوم 15 ايار على ان يصدر قرارات دعوة الهيئات الناخبة في محافظات الجنوب والنبطية والشمال وعكار الاسبوع المقبل. واكتفى المشنوق بالتعليق «وعدت والتزمت الانتخابات البلدية في زمانها ومكانها».
ولكن اللافت ان المشنوق كان قد اعلن انه سيدعو الهيئات الناخبة عبر مؤتمر صحافي في وزراة الداخلية لكنه اكتفى باصدار قرارات داخلية ووزعها على وسائل الاعلام، وبالتالي فان المشنوق ينتظر الاجتماع الامني مع قادة الاجهزة الامنية وعلى ضوئه سيتم اتخاذ القرار النهائي. اما دعوة الهيئات الناخبة فهو قرار اداري، وبالتالي فان المشنوق يريد ان يصدر التأجيل عن الاجتماع الامني وانه لا يتحمل مسؤولية التأجيل لوحده.
واشارت مصادر مواكبة للانتخابات البلدية «ان التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية يصران على اجراء الانتخابات البلدية في ظل تحالفهما في كل البلدات وابراز قوتهما المسيحية في ضوء الاستطلاعات الاخيرة التي اعطتهما 93% من التأييد في الشارع المسيحي، ويوازيهما في الحماس حركة امل وحزب الله اللذان اعلنا تحالفهما البلدي واطلقا ماكينتهما الانتخابية ولا مشكلة في هذا المجال مطلقاً مع تأكيدهما على عدم استبعاد اي مكون من هذه الانتخابات وحفظ دور العائلات».
وتتابع المصادر «ان الرئىس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط لا يريدان الانتخابات البلدية وخصوصاً سعد الحريري، نتيجة الاوضاع الداخلية لتيار المستقبل وحالة الترهل بالاضافة الى الازمة المالية لتيار المستقبل، كما ان الحريري خلال اتصالاته مع القيادات السنية لم تظهر حماساً للتحالف معه بلدياً، خصوصاً ان الحريري يريد التحالف بشروطه وانه الاقوى وان تكون الحصة الاولى له.
اما النائب وليد جنبلاط رغم تحالفه مع ارسلان، فإنه يخشى التحالف القواتي ـ العوني وان يحصد هذا التحالف البلدات المسيحية في الجبل، وان يخوض معارك في القرى المختلطة المسيحية - الدرزية وبالتالي خلق واقع بلدي جديد في عاليه والشوف والمتن الاعلى قد ينعكس على اختيار جنبلاط للنواب المسيحيين، خصوصاً ان معظم الاستطلاعات اكدت قدرة القوات والعونيين على الفوز بالمقاعد البلدية في القرى، فيما تحالف الحريري - جنبلاط في اقليم الخروب قد يؤدي الى فوزهما بمعظم القرى، لكن جنبلاط لا يمكن ان يتنازل في موضوع «القرار»، وان تكون كلمة الحسم له في اقليم الخروب وليس للحريري لان جنبلاط يعتبر اقليم الخروب بوابة الشوف من ناحية الجنوب ولا يقبل «الزكزكة» في هذا الملف، وظهر ذلك في ملف النفايات والخلاف مع الحريري حول «كسارة كجك» على ساحل الاقليم وعدم تساهل جنبلاط في الامر.

زاسبيكين : الاجواء غير مهيأة لانتخابات رئاسية

اما على الصعيد السياسي والاستحقاق الرئاسي، فاكد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين «انني لا ارى اية اجواء مهيئة لانتخاب رئيس للجمهورية ولا اي شيء في لبنان»، مشيرا الى انه اذا اتفق اللبنانيون فيما بينهم فقد يتوصلون الى سيناريو معين يمكنهم من تخطي العقبات.
وفي حديث له، اوضح زاسبيكين انه الآن تغيرت الظروف في المنطقة، معتبراً ان انقاذ سوريا من الخطر الارهابي هو انقاذ للمنطقة.