على أمل أن تكون قيامة السيد المسيح «قيامة للبنان ولقلوب أبنائه»، على حدّ تعبير البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في رسالة الفصح، «وإنجاز استحقاقاته وفي مقدّمها الاستحقاق الرئاسي»، كمّا قال رئيس مجلس النواب نبيه برّي، دحض وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الشائعات التي كانت «بشّرت» الاستحقاق البلدي بعدوى التعطيل الذي طالما حاصر الموقع الرئاسي الأول منذ سنة وعشرة شهور، ومؤسسات دستورية أخرى، ودعا الهيئات الناخبة للانتخابات البلدية والاختيارية في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل وجبل لبنان، في 8 و15 أيار المقبل، مؤكداً أنّه وعد والتزم: «الانتخابات البلدية والاختيارية في زمانها ومكانها».

وفيما يُنتظر أن يُصدر المشنوق قرارات دعوة الهيئات الناخبة في محافظات الجنوب والنبطية والشمال وعكار الأسبوع المقبل، أكد لـ«المستقبل» أنّ كل الإجراءات المطلوبة اتّخذت، منوّهاً بجهود قام بها الرئيس برّي لتسهيل إجراء هذا الاستحقاق «في موعده».

ردود على باسيل

في الغضون أثارت الدعوة المتجدّدة من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل للتواصل مع الحكومة السورية التي تتمتّع «بعلاقات ديبلوماسية مع لبنان» أسوة بما فعلته الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فريدريكا موغريني مع ممثل النظام السوري في مفاوضات جنيف بشار الجعفري، ردود فعل محلية أجمعت على رفض «انفراد» الوزير باسيل بعيداً عن الحكومة باتخاذ مثل هذا القرار. واستغرب وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس هذا الطرح أو غيره من بعض الملاحظات التي أثارها باسيل، مذكّراً بأنّ وزير التربية الياس بوصعب «كان مشاركاً في الاجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة ولم يُثر أياً من هذه الملاحظات».

وإذ قال عضو كتلة «القوّات اللبنانية» النائب جوزف المعلوف لـ«المستقبل» إنّ النظام السوري «غير موجود حتى نعطيه الصدقية»، وإنّ مثل هذا القرار «يجب أن يتّخذه مجلس الوزراء مجتمعاً»، وصف رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون اقتراح باسيل بـ«الفاشل»، مؤكداً أنّه من غير الممكن التواصل مع دولة «تقف على كف عفريت الآن»، خاتماً بالقول: «عندما يستتب الأمر في سوريا نرى».

وانتقد النائب مروان حمادة موقف باسيل وقال: «تكفينا مبادرات فردية من أعضاء الحكومة من دون الرجوع إلى مجلس الوزراء ولا سيما إلى رئيس مجلس الوزراء في ما يتعلق بعلاقات لبنان المصيرية مع الدول العربية ومع العالم». أضاف: «من غير الوارد أن نسمح بانفراد وزير الخارجية بالتنسيق مع حكومة ساقطة يُبحث مصيرها الانتقالي في جنيف، أمّا بحث مصير الأخوة النازحين فسيكون حتماً عندما تستقرّ السلطة الانتقالية في دمشق التي سيعود لها أمر إعادة كل مَن نزح إلى لبنان وغير لبنان في أجواء من الأمان والاستقرار».

ومن جهته، دعا منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد باسيل عبر «المستقبل» إلى توظيف «صداقته وعلاقته ببشار الأسد و«حزب الله» ونصحهما بالتوقف عن قتل السوريين حتى لا يتدفّق النزوح إلى لبنان».

أضاف: «كان على وزير الخارجية أن يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة مهما كانت الظروف الخاصة، عيب لبناني أن لا يكون وزير الخارجية اللبنانية في لقاء الأمين العام للأمم المتحدة. إنّ توطين السوريين في لبنان هو موضوع يثير عندي الضحك لأنّه لا يشبه أبداً الموضوع الفلسطيني. عندما جاء الفلسطينيون إلى لبنان، كانت أرضهم قد سُلبت. ولكن في سوريا الأرض والجغرافيا موجودتان، ويمكن هؤلاء في أي لحظة تتجه الأمور إلى الهدوء أن يعودوا إلى ديارهم. إذا كان هناك حرص، وأنا أكيد أننا كلبنانيين، حريصون لنرفع عنا عبء هذا النازح السوري، أول ما نفعله أن يكلم وزير الخارجية أصدقاء بشار أي «حزب الله» الذي يقتل الناس في سوريا، ويكلم النظام السوري نفسه حتى يكفّا عن قتل السوريين هناك فلا يحصل تدفق إلينا».

وكان عضو كتلة «المستقبل» النائب عمّار حوري ردّ على تحذير باسيل من توطين النازحين السوريين في لبنان قائلاً: «التوطين غير مطروح بأي شكل من الأشكال، علماً أنّ الرئيس تمام سلام كان أكثر من واضح في تأكيد أنّ هذا الموضوع لم يُطرح بأي صيغة من الصيغ ومع أي كان لا في الزيارة الأخيرة للمسؤولين الدوليين ولا قبل الآن».