من المعلوم بان التراث الشيعي الشعبي يحوي على كم هائل من المرويات " زورا او صدقا " عن اهل البيت (ع) التي تنبيء بالاحداث الكبيرة التي سوف تحصل وتكون من العلامات الدالة على اقتراب ظهور الامام المهدي , ولان طبيعة هذه النصوص غالبا ما تكون تحتوي على رموز واشارات مبهمة فهي تكتنف من الغموض ما يؤهلها او يؤهل مروجيها لاسقاطها على اي حدث وفي اي زمان على انه هو الحدث المعني , ليتبين بعد حين خطأ هذا الادعاء المزعوم , لذا فكثير ما اُصيب الشيعة الذين يعتمدون على هذا النمط من المقاربات بخيبة امل بعد ان يكونوا قد بنومواقفهم وارائهم وفق هذا التصور ولدينا في التاريخ امثلة كثيرواحدة منها عندما اعتبر السيد ابن طاووس وهو من كبار مراجع الطائفة ( توفي منذ 1349 عام ) ان اعتلاءه لكرسي القضاء هو ضرورة لانه يشكل علامة حتمية لاقتراب الظهور حينها , واما في زماننا فان كثيرين اعتبروا ان ثورة الامام الخميني هي مؤشر حتمي يكاد لا يرقى اليه الشك وان الخميني هو من سيسلم بيده الراية للامام المهدي في بيت المقدس , وهكذا اعتبر الامين العام لحزب الله ان غزو العراق من قبل التحالف الغربي وعلى رأسه اميركا انما يهدف بالدرجة الاولى لمحاصرة الامام المهدي الذي سوف يخرج من الكوفة قريبا ( وهذا ما تؤكده مراكز الابحاث الاميركية كما جاء في احدى خطبه حينها ) , وكذلك فاحمدي نجاد يعتبر نفسه ( وروج له ) على انه من ابرز قادة جيوش الامام المهدي وهو يتصرف على هذا الاساس " هذا كان قبل خلافه العلني مع المرشد " ..ومن الملفت ان تكون معظم هذه الاسقاطات تهدف بشكل او باخر لخدمة مشاريع سياسية او شخصيات عندهم مآرب خاصة ( وانا هنا لا افترض سوء النية دائما ) وهكذا يطل علينا مشهد الثورة السورية الذي لم ينج هو الاخر من هذا السياق , ان لم اقل انه الاكثرعرضة للترويج على انه مصداق مؤكد لخروج السفياني " عدو المهدي " في الشام والذي يشكل اي السفياني حتمية تاريخية تسبق الظهور المرتقب بفترة قريبة جدا , الا ان مروجي هذا التفسير على الحدث السوري لا يريدون منه الا الشق الاول الذي يعتبر ان الثورة " السفيانية " هي عدوة الشيعة والتشيع ولكن هم لا يتعاطون مع الشق الاخر من الرواية هذه بنفس التسليم عندما تؤكد انتصار هذه الثورة في اخر المطاف والا كيف يمكن ان نفهم الموقف الايراني الداعم بشكل مطلق لنظام بشارمع الاعتقاد الذي يحاولون ترويجه عن هذا التطابق المزعوم الا ان يكون محاولة ايرانية للعب على الوجدان الشيعي لخدمة مآرب سياسية واضحة او فان النظام الايراني يعمل من اجل تأخير ظهور الامام المهدي ... المنتظر