وكأنّ تاريخ 21 تموز 2006 لم يعلّم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله معنى الخسارة التي أوقع فيها الجنوب والضاحية الجنوبية، حتّى تجرّأ خلال المقابلة مع غسان بن جدو على اسرائيل مرّة جديدة غير آبه أنّ الشيعة ملّوا من الحروب وليسوا بحاجة إلى جبهة جديدة تستنزف شبابهم.
فالأمين على طائفة بكاملها،لأجل رجل واحد (سمير القنطار) في الـ2006 حوّل الضاحية الجنوبية والجنوب إلى رماد متناثر على اشلاء المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل، في أمر واقع فُرض عليهم دون النّظر في أحوالهم التي لا تحتمل اي حرب كانت.
إلّا أن نصرالله قرّر وأمر وفتح جبهة على الجنوب استمرت 33 يوما ، قُتل فيها أبرياء لا علاقة لهم بحزب الله ولا ينتمون إلى هذا التنظيم وكانت جريمتهم انّهم يعيشون في دويلة لا تهتمّ بشبعها وللمصالح الحزبية الأولوية.
ففي تموز 2006، وبملجأ يقيني من صواريخ العدوّ الإسرائيلي اختبأت مع حوالي 10 أشخاص، إضطرّ الغرباء أن يروني بدون حجاب، واضطررنا يوميّا أن نسمع أصوات القذائف والصواريخ وأن نرى الموت بأم أعيننا، وبذعر لم نعلم كيف استطعنا الهروب إلى منطقة آمنة.
حالة الذعر والخوف هذه والتي عايشناها كجنوبيين بصمت فينا جرح ما زال ينبض حتى الآن، فلماذا تقود بنا بتهديداتك إلى حرب جديدة ونحن حتى الآن لم نستطع أن نلملم جراحنا من حرب ماضية، وآلامنا لم تنته بسبب جبهات الحروب في سوريا؟
أهذا هو قدرنا أيّها الأمين؟ أن نعيش تحت رحمة جناحيك؟ وان ننتظر اطلالاتك لنعرف ما مصيرنا كشيعة؟ أو نسمع تهديداتك للعدو بطريقة تستعرض فيها قوتك على حساب أمننا وأماننا وشعورنا بالطمأنينة؟
فاليوم ونحن في عام 2016، لا زال الخوف من حرب اسرائيلية محتملة يسيطر علينا وكأننا نعيش في فقاعة الخوف كُتبت علينا لأنك وضعت نفسك تاجا على رؤوس الشيعة دون أي مبالاة بما يصيبهم.
فإذا كنت الحاكم في بدء الحرب على الجنوب ..تروّ يا سيد فإننا شعب نحب الحياة.
أجل يا سيد..لقد تعبنا فدع جنوبي بسلام وحرّر شبابنا من قيد الشهادة المزيّفة.