مسلسل العنف في مدارس الشمال يتابع حلقاته، آخرها كان من مدرسة الايمان في أبي سمرا، بعد تطور إشكال بين تلميذ ومعلمة أدى الى تدخل زوجها الاستاذ في المدرسة.
ضرب مبرح أم صفع حصل على خلفية الحادثة؟
ولماذا نقل التلميذ أحمد ر. الى مستشفى الشفاء للمعالجة؟ أحمد (17 عاماً) والذي يؤدي مناسك العمرة، قال لـ"النهار" أن "المعلمة انزعجت مني، شدتني من الخلف، نزعت يدها، وخرجت من الصف في اول الحصة، وعند انتهائها، قصدت مكتب الناظر باكية بسبب انزعاجها من التلاميذ، شاهدها زوجها الأستاذ باسم حموضة سألها عن سبب مضايقتها فرمت الاتهام عليّ".
وأضاف "نزل الأستاذ إلى الملعب وهو يتفوّه بكلمات نابية عني، وعندما رآني صفعني كفاً قوياً، تدخل الأساتذة والتلامذة، أبعدونا عن بعضنا، لكنه عاود صفعي عند توجهنا الى الادارة".
إغماء واستشفاء نوبة عصبية أصابت أحمد تلميذ البكالوريا قسم ثانٍ، و شرح "أغميَ عليّ، نقلتني الاسعاف الى المستشفى، فأنا أعاني الضغط والسكري والربو، وتعرضي للمضايقات والعصبية يؤثر على وضعي الصحي".
ولفت "يا للأسف كان هم إدارة المدرسة اخراجي من المستشفى للملمة الموضوع وعدم انتشار الخبر، كما تدخلت وتواصلت مع الاهل لئلّا نرفع دعوة على الاستاذ لدى القضاء المختص، وقطعت وعداً باتخاذ اجراء بحقه، لكن إلى الآن لم تتخذ شيئاً".
انفعال لا أكثر! من جانبه، نفى الأستاذ ضرب أحمد "نعم انفعلت بعدما علمت أن التلميذ تعدّى بيده على معلمة، لكن لم أضربه".
وعن سبب خلاف زوجته مع أحمد "أراد الخروج من الصف، منعته، فدفعها وخرج". وأكد أن "الموضوع يعالج في الادارة. الأهل انتبهوا الى الأمر والتلميذ عرف خطأه، والآن ثمة محاولات لتسوية الامر"، لافتاً إلى أن "النوبة التي حصلت لأحمد كانت بعد ساعتين من الاشكال، وذلك نتيجة تشنجه من الحادثة".
عنف متبادل ما يحصل عنف متبادل، بحسب ما قالته رئيسة رابطة معلّمي التعليم الأساسي في الشمال فداء طبيخ لـ"النهار"، والتي لفتت إلى أنه "من الممكن الا يستوعب الأساتذة التلاميذ، لكن في المقابل لم يعد ثمة ضوابط متعلقة بالتربية لدى الأولاد، فلم يعد للأهل من دور في تربية أبنائهم، الفوضى في كل مكان بالقوانين والمنازل وتالياً ستنعكس بوضوح في المدارس".
واضافت "فقد المعلمون في مكان ما هيبتهم، وقسم منهم مضغوطون بسبب ظروف الحياة، لذلك يلجأون الى التعنيف. اضافة الى ذلك، فإن القيم الاجتماعية مفقودة في بلد يغيب فيه القانون، بعض الطلاب يدفعون المعلمين الى فقدان السيطرة على اعصابهم نتيجة سوء التربية".
وضع متأزم ولفتت إلى أن هذه الحوادث تحصل فقط في طرابلس غير دقيق، فهي تحصل في كل مدارس لبنان. أما العنف المتبادل سواء من الاستاذ على التلميذ أو العكس، في طرابلس بالتحديد، ربما يكون سببه بحسب طبيخ "ما مرّت به هذه المنطقة من معارك، ولمحاولة الحد من هذا الأمر الخطير يجب القيام بحملات توعية، اذ لم يعد بالامكان ضبط التلاميذ، نقوم بنشاطات لجذب الطلاب، ونمرر خلالها نصائح".
عندما تتكرر أخبار العنف في مدارس لبنان، بصرف النظر عن من ضَرَب ومن ضُرِب، فإن هذا دليل على أن الصرح الذي يخرج أجيال المستقبل بات بجاحة الى تأهيل قبل أن تتداعى عواميده ويقع الوطن والانسان!
النهار