أسفر اليوم الأول من زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبنان أمس عن ربط السرعة في إيصال المساعدات الدولية إلى لبنان، سواء في ما يخص عبء النازحين السوريين أم لمساندة الجيش اللبناني والقوى الأمنية، بوجود رئيس للجمهورية وبضرورة «أن يتفق الجميع هنا على انتخاب رئيس»، كما قالها بوضوح رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم الذي رافق بان ورئيس البنك الإسلامي للتنمية أحمد محمد علي المدني.
وحفلت الزيارة بالعناوين المهمة المتعلقة بالأزمتين السياسية والاقتصادية، خلال اجتماعه مع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة تمام سلام وغيرهما من المسؤولين لتأكيد دعم الأمم المتحدة الجيش. وسلمه سلام رسالة رسمية أذيع نصها مساء تطلب من الأمين العام للمنظمة الدولية «بذل مساعيكم الحميدة لترسيم منطقة الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل»، مشدّداً على أنّ «ترك هذه المسألة من دون حلّ سيبقيها مصدر نزاع من شأنه تهديد السلم والأمن في منطقتنا». (راجع ص 5 و11 )
واستند سلام في رسالته إلى ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على أن من بين أبرز مقاصد هذه المنظمة الدولية «اتخاذ التدابير المشتركة الفعالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم وإزالتها». كما استند إلى الفقرة العاملة العاشرة من قرار مجلس الأمن 1701 (للعام 2006) «التي تطلب الى سعادتكم أن تضعوا من خلال الاتصال بالعناصر الفاعلة الرئيسية الدولية والأطراف المعنيّة مقترحات لترسيم الحدود الدولية للبنان، لا سيما مناطق الحدود المتنازع عليها أو غير المؤكدة».
وأعلن بان الذي زار مقر قيادة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، في مؤتمر صحافي مع سلام أن «جنوب لبنان شهد واحدة من أهدأ الفترات منذ ما يقرب من أربعة عقود» وجدد الدعوة إلى «عدم تصعيد التوتر في الجزء الجنوبي من البلاد». وقال إن زيارته المشتركة مع رئيسي البنكين الدولي والإسلامي تثبت أن المجتمع الدولي متحد ومستعد للمضي في تقديم الدعم الكبير للبنان. وقال: «دول قليلة في العالم أظهرت الكرم الذي أظهره الشعب اللبناني كما الحكومة تجاه النازحين السوريين».
وعلمت «الحياة» أن بان امتدح الدور الذي يقوم به بري في رعاية الحوار الوطني وجهوده لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لأن انتخابه من أول الأولويات». كما نوه بجهود سلام «في قيادة حكومتك في هذه الأوقات الصعبة» معتبراً أن لبنان يرمز إلى التعددية في المنطقة.
وقال رئيس البنك الدولي: «سبق ان وقعنا اتفاقات تصل قيمتها الى بليون دولار، ومجلسنا قرر انه بسبب الخدمة الكبيرة التي يقدمها لبنان والأردن الى الانسانية فإننا سحبنا 100 مليون دولار نستعملها فقط للدول الأكثر فقراً في أفريقيا وآسيا، وقدمناها اليوم ضمن قرض سهل جداً الى القطاع التربوي لتعليم الأطفال النازحين». ولفت الى ان المشكلة في وصول الأموال هي أنه صعب ان يحصل ذلك في دولة لا يوجد فيها رئيس جمهورية، ولا يجتمع فيها البرلمان، لذلك فإننا نقدم الأموال مباشرة الى البلديات، ويجب أن يتفق الجميع هنا على انتخاب رئيس وعلى تفعيل عمل البرلمان، ونحن مستعدون للتحرك ولكن على لبنان التحرك».
وأعلن رئيس البنك الاسلامي للتنمية أنه تم توقيع 5 اتفاقات وقريباً سيتم توقيع اتفاق ليصل مجموع مبالغ الاتفاقات 400 مليون دولار، وهناك اتفاقات ستوقع بـ 220 مليون دولار. والبنك الاسلامي مستعد للنظر بأي مشاريع جديدة تتقدم بها الحكومة اللبنانية. وخلال الثلاث سنوات المقبلة سنقدم الدعم للدول العربية المتأثرة بالأحداث»، متوقعاً ان «تكون مساهمة البنك بنحو 6 بلايين دولار، وأن ترتفع الى 9 بلايين».
وجاءت زيارة بان لوزارة الدفاع بعد سقوط شهيد للجيش و3 جرحى نتيجة انفجار لغم أرضي بدورية له في محيط بلدة عرسال البقاعية، فنوه «بالعمل الممتاز للقوات المسلحة اللبنانية والجيش وهذا التفجير اليوم قرب الحدود السورية وما حصل في العام المنصرم هي أعمال ارهابية علينا أن نتحد لمواجهتها».
وأعرب بان عن «الاعجاب العميق بالأعمال الناجحة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني للحفاظ على الاستقرار والامن خصوصاً على الحدود الشمالية وحماية البلاد من الارهاب وبحثنا التعاون المثمر بين يونيفيل والجيش». واعتبر الجيش مؤسسة وطنية ومن الضروري أن تتمكن من الحصول على الموارد التقنية والمالية لتحقيق مسؤولياتها الحيوية في كل البلاد.