الارهاب واحد، من بلجيكا الى فرنسا الى ليبيا وصولا الى العراق وسوريا وجرود عرسال، حيث دفع الجيش اللبناني مجدداً ضريبة الدم في مواجهة «داعش» بعد ان تسللت مجموعة ارهابية من جرود عرسال وفي جنح الظلام، وزرعت عبوة ناسفة في منطقة مفتوحة على الجرود وقدرت زنتها بـ30 كيلوغراماً من المتفجرات مما ادى الى استشهاد الرقيب اول عامر يوسف وجرح 3 عسكريين.
وكان الجيش اللبناني قد نفذ منذ اسبوعين عملية نوعية ضد مواقع داعش في رأس بعلبك وكبد المسلحين خسائر كبيرة.
وفي التفاصيل، أدى انفجار عبوة ناسفة وضعت الى جانب الطريق بدورية للجيش في وادي عطا في جرد عرسال الى وقوع شهيد و3 جرحى.
وفيما كان الجيش ينفذ مهمة في وادي عطا، وتحديدا من ناحية رأس السن، جنوب عرسال. ولدى مرور الدورية في تلك المنطقة، انفجر فيها لغم أرضي مزروع على الطريق الترابية، ما أدى إلى استشهاد عسكري برتبة رقيب وإصابة 3 آخرين، بينهم ضابط.
وحضر الخبير العسكري إلى مكان الانفجار، وضرب الجيش طوقا أمنيا حول المنطقة ترافق مع قصف مدفعي لتحركات المسلحين في جرود عرسال ورأس بعلبك، بعد قصف متقطع منذ ساعات الصباح الاولى في خربة داود في جرود راس بعلبك.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني- مديرية التوجيه، في بيان، أنه «حوالى الساعة 13.00، تعرّضت أمس دورية تابعة للجيش أثناء تنفيذها مهمة تفتيش واستطلاع بين وادي عطا ووادي الأرانب في منطقة عرسال، لانفجار عبوة ناسفة، زنة نحو 30 كلغ من المواد المتفجرة، ما أدّى إلى استشهاد أحد العسكريين وإصابة ثلاثة آخرين بينهم ضابط بجروح غير خطرة. وقد فرضت قوى الجيش طوقاً حول المكان، وحضر الخبير العسكري الذي كشف على موقع الانفجار، وبوشر التحقيق في الحادث». فيما تولت طائرات مروحية نقل جثة الشهيد والجرحى.

ـ ابراهيم: الوضع في المطار غير مقلق ـ

الى ذلك، اعلن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يزور لندن برفقة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق «ان الوضع في مطار بيروت غير مقلق، وان الامن في لبنان ممسوك، وهناك تنسيق بين الاجهزة الامنية للابقاء على هذا الوضع». وقال «الوضع في المطار ليس مخيفا الى درجة الذعر، وسبق ان ذكرنا ان اي مرفق حيوي تتم حمايته هو بحاجة الى تطوير الاجراءات القائمة فيه».

ـ مباحثات كي مون مع بري ـ

وقد تزامنت العملية الارهابية ضد الجيش اللبناني مع وصول الامين العام للامم المتحدة الى لبنان بان كي مون يرافقه رئىس البنك الدولي جيم يونغ كيم ورئىس البنك الاسلامي للتنمية الدكتور احمد محمد علي المدني، وقد اقتصرت مراسم استقبال كي مون في المطار على مراسم عادية من قبل امين عام وزارة الخارجية والمغتربين السفير رفيق رحيمي ممثلا وزير الخارجية جبران باسيل. وقد التقى المسؤول الاممي الرئيسين نبيه بري وتمام سلام ووزير الدفاع سمير مقبل في حضور قائد الجيش.
ونفت مصادر وزارية ان يكون بان كي مون قد طرح اي مشروع لاندماج اللاجئين السوريين والفلسطينيين في النسيج اللبناني اي التوطين او ان يكون بان كي مون ربط المساعدات بشروط تمس السيادة اللبنانية واجمع المسؤولون على ضرورة عودة اللاجئين السوريين الى ديارهم.
وعلم انه خلال اللقاء الذي زاد عن الوقت المحدد حوالى النصف ساعة مع رئىس مجلس النواب جرى التركيز على محاور عديدة بين بري وبان كي مون، وان الامين العام كشف عن استعداد كبير لدعم لبنان ان لجهة مواجهة نتائج وتداعيات قضية النازحين او لجهة مساعدة لبنان بقروض تعزز الوضع اللبناني، لكنه شكا من ان هناك فراغاً في الرئاسة، وتباطؤاً في عمل مؤسسات الدولة، فرد بري قائلاً: «نسعى بكل امكانياتنا لانتخاب رئيس للجمهورية وحاولت لبننة هذا الموضوع لكنني لم انجح حتى الآن، ونحن نستطلع التطورات التي تساهم وتساعد بالدفع في اتجاه حسم هذا الاستحقاق». اما في خصوص القروض وموضوع المساعدات فانني اؤكد اننا سنكون مسؤولين في كل ما هو مطلوب منا من قوانين ان كان على مستوى الحكومة او المجلس النيابي.
وقالت المصادر «ان هذا الامر سيصار الى التعاطي معه على غرار القوانين المالية التي اقرها مجلس النواب».
واشارت المصادر ان بان كي مون لا يحمل جديداً. وقال: «الهدنة في سوريا جيدة لانها تساهم بتقديم المساعدات، ونؤيد ما يجري في جنيف».


فرد بري: «هذا لا يكفي والمطلوب ان يكون هناك اتفاق كامل على محاربة الارهاب».
فرد كي مون: «حاولنا اصدار قرارات بهذا الشأن وللاسف لم نصل الى النتائج المرجوة».
فرد بري: «الحل في سوريا ينطلق من القضاء على الارهاب وسلوك الحل السياسي انطلاقاً من القضاء على الارهاب».
ورد بان كي مون: «سندعم لبنان واشاد بدور بري الحواري لانجاز الاستحقاق الرئاسي». فرد بري: «حاولت لبننة الاتفاق ولم انجح بعد».

 

ـ في السراي ـ

اما في السراي الحكومي، فكرر بان كي مون المواقف التي اطلقها امام الرئيس بري وطالب الرئيس سلام بزيادة الدعم المالي للبنان الذي يتحمل اعباء مليون ونصف مليون لاجىء سوري، فرد احد اعضاء الوفد المرافق لبان كي مون «معلوماتنا تقول ان عدد النازحين السوريين وصل الى مليوني نازح»، وطالب الرئيس سلام بمساعدة الامم المتحدة على ترسيم الحدود البحرية مع اسرائىل وتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة... كما طالب باعادة تفعيل دور «الاونروا» بعد ان خفضت خدماتها للنازحين الفلسطينيين الذين ردوا بتحركات احتجاجية ضد «الاونروا» كما شرح سلام الصعوبات التي يعانيها لبنان، وتحدث عن دور الجيش اللبناني والقوى العسكرية بالتصدي للارهاب والنجاح في هذا الامر.
وعلم ان بان كل مون وعد بتقديم مساعدة 100 مليون دولار لقضايا تعليم اللاجئين ومساعدات اخرى، مطالباً مساعدة الدولة اللبنانية ومؤسساتها على تشريع هذه الامور لجهة اصدار قوانين بشأنها.

ـ وفي اليرزة ـ

وقالت اوساط قريبة من اجتماع بان كي مون مع وزير الدفاع وقائد الجيش ان المسؤول الدولي سأل بكثير من الدقة عن الوضع الامني في البلاد وعن الخطر الارهابي على لبنان، كما سأل عن الدور الذي يقوم به الجيش على مستوى حفظ الامن بالاضافة الى احتياجاته من السلاح، اضافت ان بان كي مون لم يعد بشيء بما يتعلق بتسليح الجيش على اعتبار ان الامم المتحدة ليست دولة ولا تملك مصانع اسلحة انما وعد بأن يسعى لدى الدول التي يمكنها ان تساعد لبنان بالعمل لديها لتقديم مساعدات عسكرية للجيش.

ـ جهود لتبريد التشنج بين «التيار» وامل ـ

اما على الصعيد السياسي وتحديداً لجهة التوتر القائم بين رئىس المجلس النيابي نبيه بري والعماد ميشال عون فعلم ان الويزر السابق ايلي الفرزلي يقوم بمساع لتبريد الاجواء بين الطرفين ووقف السجالات الاعلامية. واشارت المعلومات الى ان الوزير الفرزلي ظهر متفائل بعد اتصالاته لجهة وقف السجالات الاعلامية اولاً، في ظل تأكيد بري وعون على استمرار العلاقة الجيدة بينهما ومنع تدهورها نحو الاسوأ.
وحسب مصادر مواكبة للعلاقة بين الطرفين، فان ترشيح التيار الوطني الحر لامل ابو زيد عن المقعد الماروني في جزين وبالتوافق مع القوات اللبنانية وعدم وضع الرئيس بري في هذا الخيار ادى الى انزعاج الرئيس بري، خصوصاً ان التوتر بين الرجلين بدأ جراء انتخابات جزين الماضية ورفض العماد عون الاخذ بنصائح بري لجهة ترشيح سمير عازار حيث رفض العماد عون الترشيح وخاض معركة ضد الرئيس بري ادت الى سقوط عازار وفوز مرشحي العماد عون الثلاثة.

ـ ملف الانترنت: بري يرفع السرية عن محاضر جلسات الاتصالات ـ

ملف الانترنت ما زال يشغل الرأي العام، وفي اطار ما اكد عليه الرئيس نبيه بري لجهة متابعة فضيحة الانترنت حتى النهاية رفع بري بناء لطلب لجنة الاعلام والاتصالات النيابية السرية عن محاضر جلسات اللجنة التي ناقشت فضيحة الانترنت، ووضعها بتصرف المراجع القضائية المختصة وقد ابلغ ذلك المدعي العام التمييزي والمدعي العام المالي والمدعي العام العسكري.