«رئيس الجمهورية هو رمز الوحدة الوطنية ومن الأهمية بمكان أن يتم ملء الفراغ في الرئاسة».. بهذه العبارة التي ألقاها على مسامع حشد من القيادات والسياسيين خلال مأدبة عشاء أقامها رئيس مجلس الوزراء تمام سلام على شرفه في السرايا الحكومية، اختتم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يومه الأول في لبنان بعد نهار طويل من المباحثات الرسمية شملت كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة ونائبه وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وقائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اللواء لوتشيانو بورتولانو إثر زيارة تفقدية لقوات «اليونيفيل» في الجنوب. وبينما يجول اليوم بقاعاً وشمالاً، على أن يلتقي أيضاً البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في مطرانية بيروت للموارنة بحسب معلومات «المستقبل»، تمحورت زيارة رئيس المنظومة الدولية إلى لبنان حول رسالتين رئيسيتين، الأولى نقلها إلى المسؤولين وجسدت الدعم الدولي للدولة ومؤسساتها بغية تمكينها من مواجهة التحديات المالية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، بينما الثانية تلقاها من سلام في رسالة رسمية تطلب بذل المساعي دولياً وأممياً «من أجل ترسيم منطقة الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة المتنازع عليهما بين لبنان وإسرائيل».

وكان رئيس الحكومة الذي استقبل الضيف الأممي يرافقه رئيسا البنك الدولي جيم يونغ كيم والبنك الإسلامي للتنمية أحمد محمد علي المدني، قد أكد في مؤتمر صحافي مشترك مع بان في السرايا الحكومية «توافق الجانبين على أن النزوح السوري أنتج عبئاً كبيراً على لبنان لم يعد بإمكانه أن يتحمله بمفرده»، مشيراً في هذا السياق إلى أنّ «الأمين العام يواصل جهوده لحضّ المجتمع الدولي على زيادة دعمه المالي للبنان ولضمان تنفيذ التعهدات المالية وضخها في آليات المساعدة الإنسانية والتنموية«، مع توجيه «دعوة مشتركة إلى جميع أصدقاء لبنان للإبقاء على دعمهم للقوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي ورفع مستواه من أجل تعزيز جهودها في حماية الاستقرار ومواجهة التهديدات الإرهابية المتنامية».

وإثر الزيارة، أوضحت مصادر حكومية لـ«المستقبل» أنّ سلام كرر أمام بان طلب لبنان ترجمة التعهدات الدولية بدعمه في مواجهة عبء النزوح وفق الورقة الحكومية المقدمة في مؤتمر لندن الأخير، في وقت أكد الأمين العام للأمم المتحدة لرئيس الحكومة على أحقية المطالبة بهذا الموضوع ربطاً بما يتحمله المجتمع اللبناني المضيف للنازحين السوريين من أعباء تفوق قدرته وقدرة الدولة اللبنانية على تحملها.

وفي الشأن المؤسساتي، لفتت المصادر إلى أنّ بان أبدى اهتماماً باستحقاق الانتخابات البلدية المرتقبة باعتباره واحداً من الاستحقاقات التي تعزز دورة الحياة المؤسساتية والديموقراطية المنشودة في لبنان، مبدياً أمله في الإطار عينه بأن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن.

وعن القرار الدولي 1701، نقلت المصادر أنّ الأمين العام للأمم المتحدة أعرب عن سروره لاحترام الخط الأزرق عند الحدود الجنوبية، وكشف أنه كان قد عبّر أمام وزير الدفاع الإسرائيلي خلال لقائهما الأخير عن اعتراض الأمم المتحدة على الخروق الإٍسرائيلية لهذا الخط، آملاً في المقابل عدم حصول أي خروق كذلك من الجانب اللبناني.

مالياً، أشارت المصادر إلى أنّ رئيس البنك الدولي، الذي أعلن تقديم 100 مليون دولار للقطاع التربوي تقديراً لما يقوم به لبنان لجهة تعليم الأولاد النازحين، أكد للمسؤولين اللبنانيين استعداد البنك لتمويل مشاريع بهبات وقروض ميسرة بقيمة 5 مليارات دولار لكنه طالب بدايةً بأن يُصار إلى إقرار عدد من الهبات والقروض التي لا تزال معلّقة بقيمة 900 مليون دولار نتيجة تعطيل عمل مجلس النواب. وكذلك الأمر ناشد رئيس البنك الإسلامي اللبنانيين تفعيل عملهم التشريعي والمؤسساتي لكي يتمكن لبنان من الاستفادة من تقديمات البنك المالية.

علماً أنّه جرى أمس توقيع خمس اتفاقيات تمويلية جديدة بين مجلس الإنماء والإعمار والبنك الإسلامي للتنمية تتعلق بقطاعات الطرق والمياه والصرف الصحي يبلغ مجموع قيمتها 372،67 مليون دولار.

الإرهاب يستهدف الجيش

ميدانياً، وبينما كان الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى رفع مستوى دعم القوات المسلحة الشرعية في لبنان في مواجهة التحديات الإرهابية، ضرب الإرهابيون مجدداً عند المنطقة الحدودية المحاذية لسوريا مستهدفاً بعبوة ناسفة زنة 30 كلغ من المواد المتفجرة دورية للجيش اللبناني أثناء تنفيذها مهمة تفتيش واستطلاع بين وادي عطا ووادي الأرانب، ما أدى إلى استشهاد أحد العسكريين وإصابة ثلاثة آخرين بينهم ضابط بجروح غير خطرة.