قتله ورمى جثته في منطقة نهر الكلب، بعدما بعثر آثار الجريمة في مناطق عدة، علّه يخفي ما اقترفته يداه، لكنه أخطأ التقدير والقي القبض عليه. وأثناء التحقيق معه اعترفَ بتفاصيل جريمته، وكيف دفعته المادة الى قتل زوج شقيقته قاطعاً صلة القرابة التي جمعتهم خمس عشرة سنة برصاصة!
لم يُصب صائب حمود (53 عاماً) هذه المرة عندما وثق بشقيق زوجته، الذي جمعتهما التجارة كما القرابة، خرج معه من دون أن يتوقع ما يحيكه له. لم يعد حمود إلى منزله بعدها، ما أثار علامات استفهام لدى عائلته التي تسكن في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية، فأبلغت القوى الأمنية عن اختفاء الوالد قبل ان تتضح الصورة وتتحوّل القضية الى جريمة موصوفة. وعما حصل شرح طعان ابن صائب لـ"النهار" أنه "عند الساعة الحادية عشرة والنصف اتصل (ك. س) 45 عاماً بوالدي، طلب منه أن ينزل من المنزل لملاقاته، وعند الساعة الثانية فجراً بدأ الخوف يتسلل الى العائلة التي اتصلت به فوجدت جميع هواتفه مغلقة، تقدمنا بشكوى اختفاء قبل أن تكتشف القوى الامنية الحقيقة".
اعترافات دامغة وكيل عائلة حمود المحامي أشرف الموسوي، أشار في اتصال مع "النهار" إلى أن "ملف التحقيقات هو في عهدة فصيلة الطريق الجديدة"، ولفت إلى أن "التحقيقات استكملت واعترافات المدعى عليه دامغة وثابتة حيث تم التعرف إلى موقع الجريمة ومكان المسدس والجهاز الخليوي والمكان الذي رمى فيه الجثة".
وأضاف "وصل التحقيق إلى هذه النقطة واختتم، العائلة تطالب بالتوسع بالتحقيقات لكونها تضع علامات استفهام عن كيفية قدرة شخص اصغر سناً من صائب على حمله ونقله من موقع الجريمة من غير مساعدة أحد"!
خطوة ناقصة "المفروض ان يتحوّل التحقيق الآن إلى النائب العام الاستئنافي ومن ثم إلى قاضي التحقيق للبدء بالتحقيقات، لكن بالطبع تبقى الخطوة ناقصة من دون ايجاد الجثة، الأمر الذي يشكل مأساة انسانية وعاطفية لعائلة حمود"، بحسب الموسوي الذي شرح "خلفية استدراج حمود بحت مالية، فهو رجل اعمال كبير وتاجر سيارات وعقارات، وعلى علاقة تجارية بالقاتل".
مطالب وأولويات لعائلة حمود مطالب عدة على رأسها كما قال طعان "ايجاد الجثة التي هي أولوية لنا الآن للقيام بواجب العزاء، وكذلك اعدام القاتل الذي حرمنا عطف وحنان الوالد. نحن ستة أشقاء خمسة من والدتي وشقيق من زوجة أبي". وتابع ان "العلاقة مع شقيق زوجة ابي كانت جيّدة الى درجة لم نشك للحظة أنه قد يكون خلف اختفائه ومن ثم مقتله".
البحث جار مصدر في قوى الأمن الداخلي أكد لـ"النهار" أنه لم يتم العثور على الجثة الى الآن، فـ "البحث جار عنها"، وكانت المديرية العامـة لقـوى الأمـن الـداخلي- شعبـة العلاقـات العامـة أصدرت بلاغاً عن الحادث جاء فيه: بتاريخ 19/03/2016 ادعى لدى فصيلة طريق الشام المدعو: طعان صائب حمود (مواليد عام 1990، لبناني) باختفاء والده صائب حمود (مواليد عام 1963، لبناني) في ظروف غامضة.
تفاصيل العملية الدموية واضاف البلاغ "نتيجةً للتحريات والاستقصاءات المكثّفة، اشتُبه في المدعو: ك. س. (مواليد عام 1971، لبناني) الذي استُدعي الى فصيلة الطريق الجديدة في وحدة شرطة بيروت. بالتحقيق معه وبعد مواجهته بمعطيات توافرت لدى مكتب #شعبة_المعلومات في بيروت، اعترف انه ذهب وصائب المذكور نحو الساعة الحادي عشر والنصف من تاريخ 15/03/2016 الى محلة حارة حريك وبعدها اقتاده الى بلدة مزموره الشوفية.
وبتاريخ 16/03/2016 أقدم على قتله بواسطة مسدس خلبي مخروط وذلك لأسباب مادية. ونحو الساعة الثامنة مساء من تاريخ 17/03/2016 نقل الجثة الى منطقة نهر الكلب حيث رماها في النهر. بتفتيش منزله في بلدة مزموره عثر على سجادة مخبأة وعليها آثار دماء، كما عثر على شراشف ومخدتين في حرش قرب بلدة الزعرورية عليهما أيضاً آثار دماء، ووجد المسدس المستخدم في الجريمة في مجرى مائي في بلدة ترشيش قضاء بعبدا وهاتف الضحية في قطعة ارض زراعية في بلدة دير زنون البقاعية".
استعان القاتل بأفكار هوليوودية لاخفاء جريمته لكنه لم ينجح في أن يكون ممثلاً باهراً، فاكتُشف أمره وأقرّ بفعلته، ليفرضَ عليه مشهداً واقعياً عليه أن يلازمه سنوات، وهو السجن، أو الإعدام الذي يطالب به الأبناء!
النهار