نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن استراتيجية فرع تنظيم "داعش" في الخارج، وخاصة في أوروبا، ورأت أن هذا الجناح يحظى بتعاطف الكثيرين، لا سيما بلجيكا، وهو ما يوفر له الدعم اللوجيستي للقيام بأعمال إرهابية.
وقالت الصحيفة إن التفجيرات في بروكسل تؤكد المنعطف الذي يتبناه قادة الفرع الخارجي للتنظيم في أوروبا. وذكرت أن عناصر"داعش" في الخارج يتباهون بقدرتهم الفعالة في القيام بعمليات؛ من خلال استهداف أماكن عامة، مثل محطة القطار والمطار، وهي أماكن يفترض أن تكون مؤمنة بشكل جيد.
ونقلت الصحيفة عن كارلينو لودوفيكو، الخبير في معهد البحوث الأميركي في لندن، قوله إن "اكتشاف بندقية كلاشينكوف وحزام ناسف في مطار بروكسل، يبرهن على أن الإرهابيين كانوا ينوون القيام بإطلاق كثيف للنار على المدنيين، كما حدث في باتاكلان في باريس".
وأشارت "لو فيغارو" إلى قول الجهادي الفرنسي المتواجد في سوريا، بوبكر الحكيم، في مقابلة أجريت معه في مجلة التنظيم "دار الإسلام" العام الماضي: "أوقفوا البحث عن أهداف محددة، اضربوا أي شخص، وفي كل مكان".
وأضافت الصحيفة أن المخابرات الفرنسية رأت أن هذه "الأهداف المحددة" يقصد بها التنظيم المعابد أو المتاجر الكبرى.
وأوردت الصحيفة أنه منذ هجمات باريس، نفذ الجهاديون في أوروبا مزيجا من الهجمات مثل التفجيرات، وإطلاق نار واحتجاز رهائن. وحسب الباحث لودوفيكو، تدل هذه الأعمال على أن الجهاديين يتحركون وفق الاتجاه الاستراتيجي ذاته.
وبينت الصحيفة أن هذه السلسلة من العنف تؤكد أن الفرع الخارجي لتنظيم "داعش" لديه شبكة واسعة من المتعاطفين معه في أوروبا، وعلى استعداد للمساعدة في الخطة اللوجستية لجرائم الجماعات الإرهابية. وتربط مسؤولي هذه المجموعات، في أغلب الأحيان، علاقة بالجهاديين التونسيين، الذين عاد بعضهم إلى تونس، في حين اختار البعض الآخر الاستفادة من الفوضى في ليبيا.
وأشارت الصحيفة إلى أسماء مثل عبد الحميد أبا عود أو نجم العشراوي وصلاح عبد السلام، وهم من المتورطين في هجمات باريس في تشرين الثاني.
ونقلت الصحيفة عن لودوفيكو كارلينو قوله إن "هؤلاء الأفراد يشكلون مع بعضهم كيانا قادرا على القيام بهجمات عندما يريدون ذلك، مثل الضربات الأخيرة التي نفذت بعد ثلاثة أيام من إلقاء القبض على أحد زعمائهم".
وقالت الصحيفة إن التنصت على المكالمات الهاتفية كشف أنه بحلول نهاية سنة 2014 تم إرسال أوّل الجهاديين الأجانب من سوريا نحو أوروبا. وخضع بعضهم للتدريب في سوريا منذ نهاية سنة 2013، حيث تعلموا تصنيع المتفجرات، خاصة المتفجرات اليدوية المصنعة من مادة بيروكسيد الأسيتون التي استخدمت في هجمات في باريس، فيما قاتل البعض الآخر قوات النظام السوري، بعد بضعة أسابيع من التدريب.
ونقلت الصحيفة أيضا عن كارلينو قوله إن "الفرع الخارجي يقوم بالردّ على البلدان التي تقصف مواقع التنظيم في العراق وسوريا، خاصة في بلجيكيا؛ حيث يجد الدعم اللوجيستي الكامل".
وأضافت الصحيفة أن تكرار الهجمات التي ينفذها "داعش" خارج حدود "الخلافة" هي مجرد وسيلة لنسيان النكسات التي شهدها مؤخرا في سوريا والعراق. ووفق تقديرات نشرت مؤخرا، فقد خسر التنظيم، منذ كانون الثاني سنة 2015، نحو 22 في المئة من أراضيه. وفي المقابل، حقق منافسه، تنظيم "القاعدة"، نجاحا في تسديد ضربات عديدة، خاصة في إفريقيا.
وقالت الصحيفة إن هجمات باريس وبروكسل أعادت "العلامة التجارية" الإرهابية لتنظيم "داعش"، الأمر الذي مكنه من الحفاظ على مستوى عال في استقطاب الأجانب، وهو ما مكنه من تعويض مشاكل التجنيد المحلي في العراق وسوريا.
وأوردت الصحيفة قول كارلينو أن "داعش" يسعى إلى دعم الفرع الخارجي له؛ لكي يخفف من الضغط المسلط عليه في العراق وسوريا، وتأتي محاولة التوسع في ليبيا في السياق ذاته.
(لوفيغارو - عربي 21)