التحقيقات في شبكات الانترنيت غير الشرعي، خطوات متقدمة إلى الامام، حيث استمع بدءاً من صباح أمس، قاضي التحقيق داني الزعني إلى افادة موظفين في «اوجيرو» وعدد من العناصر الأمنية على خلفية الفضيحة، وفي ضوء التوجيهات التي اعاطها الرئيس تمام سلام للأجهزة والوزارات المختصة لمتابعة هذا الموضوع، ومن منطلق عدم التهاون في فضيحة تُهدّد الأمن الوطني وخصوصية الشعب اللبناني ومالية الدولة.
ولم يحجب هذا الاهتمام التحضيرات لاستقبال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، باعتبارها زيارة لارفع مسؤول أممي، يرافقه رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم ورئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية محمّد علي المدني، حيث سيحتل الشغور الرئاسي الذي بلغ تعداد جلسات الانتخاب 37 من دون أي نتيجة، فضلاً عن تداعيات النزوح السوري، والصعوبات المالية الضاغطة على لبنان من جرائه، وما يمكن ان تسفر عنه الزيارة من نتائج، رفض وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الخوض فيها، وإن كان وصف الزيارة بأنها «جيدة بكل المقاييس».
وقال درباس لـ«اللواء» ليل أمس، ان هناك مؤشرات قوية بأن تبلغ مساعدات الدول المانحة حسب ما تقرر في مؤتمر لندن في شباط الماضي ما يفوق المليار و300 مليون دولار.
وتستمر زيارة بان ثلاثة أيام، اعتباراً من اليوم الخميس يبدأها بمحادثات مع الرئيسين نبيه برّي وسلام الذي يقيم مأدبة عشاء على شرفه يُشارك فيها الرئيس سعد الحريري وعدد من الوزراء والنواب، على ان يغادر بيروت السبت متوجهاً إلى الأردن من ضمن جولة تشمل أيضاً تونس.
وبحث درباس مع ممثلة الأمين العام في لبنان سغريد كاغ تحضيرات زيارة بان لطرابلس يوم الجمعة، حيث سيتفقد مخيم اللاجئين الفلسطينيين في نهر البارد ومركز الشؤون الاجتماعية في القبة، كما سيزور مخيمات للنازحين السوريين في البقاع، ومقر قيادة «اليونيفل» في الجنوب.
وكشف درباس ان الاجتماع الذي عقده الرئيس سلام وشارك هو فيه إلى جانب وزير التربية الياس بو صعب وسفراء وممثلو الجهات الداعية لمؤتمر لندن، تعمد الرئيس سلام ان يكون عشية وصول بان إلى بيروت من أجل تحضير آلية تنفيذ التوصيات الصادرة عن هذا المؤتمر في ما يختص بملف النزوح السوري.
وقال انه لمس بأن هناك جدية بالنسبة لتقويم المنح، مشيراً إلى ان المبالغ التي وصلت إلى لبنان حتى الآن هي مبالغ محترمة وسنطلع على حجمها خلال الأيام القليلة المقبلة، أثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة.
اما الوزير بو صعب فكشف من جهته لـ«اللواء» ان البنك الدولي قرّر إعطاء مساعدات للبنان بقيمة مائة مليون دولار لقطاع التربية، على أن تتبعها خطوات ستقرّر أي مشاريع ستصرف هذه المساعدات وأين ستصرف.
ولاحظ أن هذا هو القرار الأول الملموس الذي يأتي كنتيجة أولية لمؤتمر لندن، وكان البنك الدولي قد قرّر إعطاء الأردن مبلغاً مماثلاً وتم الإعلان عنه من قبل البنك.
الجلسة 37
أما بالنسبة لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية الـ37، وهي الأولى في العقد العادي الأول الذي بدأ أمس الأول، وتنتهي مفاعليه في نهاية شهر أيار المقبل، فيبدو أن الزخم الذي رافق الجلسة 36 خفّ وهجه، حيث انخفض عدد النواب إلى 62 نائباً، خلافاً للتوقعات، بالرغم من حضور الرئيس الحريري شخصياً، فيما غاب النائب وليد جنبلاط ومعظم كتلته، باستثناء المرشح هنري حلو، كما غاب المرشحان النائبان ميشال عون وسليمان فرنجية، علماً أن عدداً من الوزراء والنواب خارج لبنان.
ومجدداً حدّد الرئيس برّي موعداً جديداً هو ظهر الاثنين في 18 نيسان المقبل، في حين غابت التصريحات الرنانة، واقتصر الأمر على مؤتمر صحفي عقده الرئيس الحريري شدّد فيه على الاستمرار في تأدية الواجب الدستوري، مستغرباً كلام النائب عون حول عدم شرعية المجلس، متسائلاً: هل لو انتخبنا عون يكون المجلس شرعياً؟
وعزا الحريري فقدان الزخم النيابي إلى وجود بعض النواب خارج البلد، لكنه قال أنه متأكد من أنه إذا كان هناك ضغط حقيقي لوصلنا ربما إلى 80 أو 83 نائباً وربما أكثر.
وإذ شدّد على أنه سيستمر في النزول إلى مجلس النواب وتأدية الواجب الدستوري، أوضح أن كل المساوئ التي تحصل في البلد هي مسؤولية الذين يغيبون عن مجلس النواب لانتخاب رئيس، مؤكداً أن انتخاب الرئيس هو أساس أي لقاء يمكن أن يحصل مع الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله.
وأضاف: نصر الله يقول نحن انتصرنا لأن هناك مرشحين من 8 آذار، وأنا أسأل: هل يمكن أن ينتصر أحد من دون أن يحتفل بانتصاره؟ تفضلوا إلى مجلس النواب ونحن قادرون على انتخاب أحد المرشحين.
وعن عزم التيار العوني النزول إلى الشارع ختم الحريري معلّقاً: «بدل النزول إلى الشارع لينزل إلى مجلس النواب».
في هذا الوقت، شدّد الرئيس برّي أمام نواب الأربعاء في عين التينة على ضرورة تفعيل عمل مجلس النواب واستئناف الجلسات العامة، مؤكداً أن هذا الموضوع سيكون محور النقاش في جلسة الحوار المقبلة، إلى جانب قانون الانتخاب بعد تسلمه تقرير اللجنة النيابية.
فضيحة الإنترنيت
واطّلع الرئيس برّي خلال اللقاء من رئيس لجنة الاتصالات النائب حسن فضل الله على أجواء اجتماع اللجنة يوم الثلاثاء المقبل بالنسبة لفضيحة الإنترنيت، مشدداً على استكمال متابعة هذا الموضوع حتى النهاية، واصفاً هذا العمل «بالإعتداء الخطير الذي لا يمكن السكوت عنه، سواء عى مستوى الخطر الأمني الناجم عنه أو على مستوى سرقة المال العام».
وفيما كشف مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود أن التحقيق في فضيحة الإنترنيت غير الشرعي يسير علي 4 مسارات تتناول: إحتجاز موظفين وخرق الإنترنيت من قبل العدو الإسرائيلي أو جهات أخرى، والتغاضي من قبل جهات أمنية عن السماح بتركيب أعمدة مجهزة بصحون لاقطة، واستقدام الإنترنيت من تركيا وقبرص من دون ترخيص، مشيراً إلى أنه تمّ الاستماع إلى عدد من الأشخاص، كما سيتم الاستماع إلى خبير فني من قبل «أوجيرو» لاستيضاحه حول هذه القضية، كشف عضو في لجنة الإعلام والاتصالات النيابية لـ«اللواء» أن معلوماته تُشير إلى أن هناك موقوفين أو ثلاثة على ذمة التحقيق بالقضية، مشيراً إلى تورّط شخصيات ورجال أعمال، مؤكداً ان التحقيقات دلت إلى الآن وجود محطات التقاط في كل من الزعرور وعيون السيمان، وجرد النجاص في الضنية، في حين انه لم يتم حتى الآن العثور على محطات في عكار، وربما هي بحاجة إلى طائرات «اواكس» لكشفها.
وشدّد المصدر النيابي على ان ما تمّ كشفه هو خطير جداً على الصعيدين الأمني والمالي، اضافة الى هيبة الدولة، على ان الأخطر هي محاولات لفلفة الفضيحة، داعياً إلى تحييد القضية عن محاولات الاستغلال السياسي.
هواجس سليمان
وفي معرض رسالة سيسلّمها باسم «لقاء الجمهورية» الى الامين العام للامم المتحدة الذي يزور لبنان اليوم، أثار الرئيس ميشال سليمان جملة مخاوف وهواجس لبنانية من حلّ للأزمة السورية لا يأخذ في الاعتبار الخصوصية اللبنانية. لافتاً الى ان «الهاجس الاساس يكمن في احتمال نشوء كيانات سياسية أو عرقية أو دينية من لون واحد كبديل من دولة سورية موحدة قائمة على الاعتدال واحترام حقوق الانسان، ما قد يهدد الصيغة وجوهر التعددية في لبنان».
وقال: «ان خشيتنا من قيام كيان اللون الواحد (كما يُسرَّب) على طول الحدود الشمالية الشرقية، تنطلق أولاً من حرصنا على وحدة سوريا مع ما تعنيه هذه الوحدة للبنان، وتبعد عنه الانعكاسات الخطيرة، التي تهدد تعدديته وتحاصر مداه الحيوي وتعيق انفتاحه على محيطه، وتحوله رهينة أشبه بجزيرة معزولة بين كيانين».
وطالب سليمان في الرسالة التي تلا نقاطها الخمس في مؤتمر صحافي عقده في مقر «اللقاء» في الحازمية «بترسيم الحدود اللبنانية – السورية كما البحرية، خصوصا في المناطق التي تشهد نزاعا أو التباسا، ولا سيما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلتين»، متوقفا عند «ضرورة ادراج العودة الكريمة، الآمنة والآنية، الممنهجة وليس الطوعية، للنازحين السوريين الى بلادهم في سلم اولويات الحل للازمة السورية.