بين الدين والعرف تقع المرأة ضحية التفكير الشرقي في مجتمع اعتنق الإسلام جاهلا بأسسه التي بُني عليها، آخذا منه النقاط التي تكرّس رجولة الرّجل ورافضًا لفكرة أنّ المرأة ليست “خادمة” له. فبين فكرتي انه “من واجب المرأة أن تعمل في منزل زوجها” و “بين ليس عليها ذلك ” يختلف المجتمع الشّرقي فيتمسّك الرجل بأفكاره التي فرضتها العادات والتقاليد والأعراف ويضع المرأة في خانة “ربّة المنزل” وبالمقابل تبقى المرأة مقتنعة بأن ما تقوم به من دور في منزلها ليس سوى “كرم أخلاق منها”، وهذا امر يرفضه الرجل الشرقي بالمطلق منطلقًا من فكرة “ليش تزوجتك”
وقد رصد موقع LIBAN8 عددا من الآراء التي تؤكد ما ذكرناه سابقا فمحمد (غير متزوج): اعتبر أنّ هناك واجبات على المرأة يجب ان تؤديها كالطعام وتنظيف المنزل”، أمّا موسى فأكد أن “المرأة إن لم تكن ممن يعملون خارج المنزل فمن واجبها أن تقوم بكل اعمال المنزل وعلى الرجل ان لا يرحمها”.
ويعتقد حسن أنه “من واجب الرجل أن ينظر إلى المرأة ككائن له تأثير في المجتمع وعليه فمن المفروض أن يكون هناك تعاون بين الشخصين.” ويعبّر الحاج “أبو علي” البالغ من العمر 55 عامًا عمّا إذا كان من واجب المرأة العمل في منزلها بالقول أن الإسلام لا يفرض عليها ذلك إنّما العادات دائما ما تطغى على الدين ولا شيء سيغيّر ما فرضته الأعراف بمجتمعنا الشرقي.
” أمّا ريما فتعبّر عن هذا الواقع من منطلق أنها ليست خادمة لأحد وإن كان هناك أي تعاون فهي بالطبع لن تتركه يعمل في المنزل لوحده وتتحدّث ريما عن معاناتها مع زوجها الذي يعنّفها لأنّها تعود إلى منزلها متعبة ولم تحضّر له الطعام منطلقا من فكرة “واجباتك” وعندما تواجهه بأنّه ليس من واجبها ذلك وبانّها متعبة جدًّا يسمعها الكلمات النابية وأحيانا “التعنيف الجسدي.
وتقول خديجة بهذا الصدد “إذا ما بدا تشتغل بالبيت ليش ليتزوجها”. هذه النقطة المبنيّة على وهم رسمه المجتمع العنصري الذّكوري والعادات الباليه حسمها اليوم مكتب السيد محمد حسين فضل الله ومكتب السيد الخامنئي حيث أجرى موقع LIBAN8 اتصالا هاتفيا لمعرفة ما حقيقة هذه المعلومة التي غالبا ما نشهد جدلا بسببها بين الرجل والمرأة فاعتبر المكتبان أنه “ليس هناك مسألة شرعية تنصّ على وجوب عمل المرأة في منزلها إلا في حال وجود اتفاق ضمني قبل الزواج” فضلا عن عدد من الِشيوخ الذين تم الإتّصال معهم كالشيخ محمد الحاج حسن الذي أكّد أن هذه الفكرة هي للدلالة على أن الرجل لا يجب أن يتعاطى مع المراة كخادمة إنما كدور متكامل في بناء الأسرة.
ولأنّ الشبان الذين تحدثنا معهم أعربوا عن دهشتهم عندما علموا ماذا يقول الإسلام في هذه المسألة بالذات وتساءل بعضهم “إذًا لماذا نتزوّج وهل هو المفروض علينا أن نعمل بدلًا منها في المنزل”؟ أوضح مكتب السيد محمد حسين فضل الله هذه النقطة تحديدا قاطعا الشكّ باليقين بأنّ عقد الزواج يعني فقط أنّ الرجل له حقّ العلاقة على المرأة والمقصود بذلك العلاقة الحميمة وأيّ شيء غير ذلك يجب أن يكون ضمن اتفاق.
وربّما أيتها المرأة قد تتفاجئين عندما تعلمين أنّ الرضاعة ليست من واجبك أيضا إنّما كل ما تقومين به ويتمّ مكافأتك عليه في 21 آذار وفي عيد المرأة ليس سوى انطلاقا من الآية القرآنية “وجعلنا بينكما مودّة ورحمة”. فأيّ امرأة أنت أيتها الشّرقية التي تعانين الأمرّين في مجتمع يتّخذ من الدين غطاء لأفكاره البالية.
(LIBAN8)