قال المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب، إنه سينقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في حال أصبح رئيساً، ووعد اللوبي المؤيد لإسرائيل - في خطاب استقبل بحفاوة خلال مؤتمر "إيباك" السنوي - بأن أولويته ستكون إلغاء الاتفاق النووي مع إيران.
وكان ترامب ضمن مجموعة من المرشحين للرئاسة الذين ألقوا خطابات أمام اللوبي في واشنطن الاثنين.
ولم يذكر ترامب كلمة الحياد في خطابه هذا، وهو المرشح الذي كان قد التزم بالوصول إلى سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وهاجم ترامب الاتفاق النووي مع إيران، وانتقد الأمم المتحدة والرئيس باراك أوباما والقيادة الفلسطينية، وهي مواقف تعتبر شعبية بين مؤيدي "إيباك".
ترامب، الذي ذكر الحضور أن ابنته إيفانكا اعتنقت الدين اليهودي وستلد قريباً "ابناً يهودياً جميلاً"، قال: "يجب أن يأتي الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات وهم يدركون أن الرابط بين إسرائيل وأميركا قائم ودائم، ويجب أن يقبلوا بمنع الإرهاب الذي يمارس بشكل يومي ضد إسرائيل، ويجب أن يقبلوا بإسرائيل كدولة يهودية وللأبد".
وقرأ ترامب كلمته من نص مجهز مسبقاً. وبعكس خطاباته الطويلة الملتوية التي يهاجم فيها فئات مختلفة من الأقليات، هذه المرة التزم ترامب بالمضمون.
وفي أول موقف مفصل لسياسته الخارجية، قال ترامب قبل إلقاء الخطاب إن الولايات المتحدة تفعل أكثر مما يجب، وتصرف أكثر مما يجب لدعم حلف شمال الأطلسي "الـناتو"، وأن على حلفائها تحمل مسؤولية أكبر.
وتساءل ترامب أثناء لقاء مع هيئة التحرير في صحيفة "واشنطن بوست": "أوكرانيا بلد يهم حلفاءنا الآخرين في الناتو أكثر مما يهمنا، رغم هذا فالعاتق يقع علينا. لماذا لا تبدأ ألمانيا في أوكرانيا أو دول الجوار؟ لماذا نحن الذين نقود الطريق لحرب عالمية ثالثة مع روسيا؟"
أما المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، فوعدت "إيباك" بأنها ستعارض أي محاولات من جهات خارجية، منها مجلس الأمن، لفرض حل على إسرائيل. وتحاول كلينتون أن تبعث برسالة إلى مؤيدي إسرائيل بأنها تفوق أوباما في التزامها تجاه الدولة العبرية، وبنفس الوقت تعلن التزامها بأبرز إنجازات أوباما، مثل الاتفاق النووي، حيث أشارت إلى أنها ستتأكد من التزام طهران به.
كلينتون وجهت أيضاً انتقادات حادة لدونالد ترامب، قائلة: "نحتاج إلى شخص ثابت، ليس رئيسا يقول إنه محايد يوم الاثنين ومن ثم يقول إنه مؤيد لإسرائيل يوم الثلاثاء، ومن ثم يتبنى موقفا ثالثا الأربعاء"!
هذا وشهد "إيباك" مجموعة من التظاهرات أجريت خارج موقع المؤتمر. وتشهد المؤتمرات السنوية للوبي المؤيد لإسرائيل مظاهرات في العادة، لكن هذه المرة يقول المتظاهرون إن أسبابهم تضاعفت.
وحضر جميع المرشحين الرئاسيين مؤتمر "إيباك" ما عدا الديمقراطي بيرني ساندرز، رغم أنه المرشح اليهودي الوحيد. السبب الرسمي كان تعارضاً في جدوله، لكنه قد يكون أيضاً بسبب مواقف ساندرز الأشد انتقاداً للحكومة الإسرائيلية.
(العربية)